الدكتور زغلول النجار :
(وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) قسم من الله ـ سبحانه وتعالى ـ والله غنى عن القسم ، سبق أن أشرنا إلى أن الآية إذا جاءت بصيغة القسم ، فهذا يدل على أهمية الأمر المقسم به وأنه أمر عظيم ، فالقسم بالسماء وارد ؛ لأن السماء من أعظم صور خلق الله للكون.
فالمسافة بين الشمس والأرض «١٥٠ مليون كم» ، والمسافة بين الشمس وأبعد الكواكب خروجا عنها «٦ آلاف مليون كم» داخل المجموعة الشمسية ، والمجموعة الشمسية عدد من الكواكب والكويكبات والأقمار والمذنبات والشهب والنيازك تدور حول الشمس ، تخيل العلماء فى بادئ الأمر أن هذا هو كل السماء أو كل الكون ، ولكن بعد تطور علم الفلك ، أدرك العلماء أن المجموعة ما هى إلا ذرة صغيرة فى تجمع أكبر يعرف باسم المجرة ، والمجرة هى التى تتبعها مجموعتنا الشمسية عبارة عن قرص مفلطح تعجز المسافات الأرضية عن التعبير عن أبعاده ، فاتفق العلماء على اختيار السنة الضوئية كوحدة قياس لسطح الكون ، والسنة الضوئية هى المسافة التى يقطعها الضوء بسرعته المعروفة (٣٠٠ ألف كم / الثانية) فى سنة من سنواتنا ، وهو رقم مذهل.
إذا ضربنا ٣٠٠ ألف X ٦٠ دقيقة* ٦٠ ثانية يصبح فى الساعة ، فى ٢٤ ساعة يصبح فى اليوم* ٢٥ ، ٣٦٥ ليصبح فى السنة.
ويبلغ ٥ ، ٩ مليون مليون كم.
أقرب نجم إلينا خارج المجموعة الشمسية يبعد عنا ٣ ، ٤ من السنين الضوئية المجرة التى تبعها يبلغ قطرها ١٠٠ ألف سنة ضوئية ويبلغ سمكها ١٠ آلاف من السنين الضوئية.
وقد حصد العلماء فى هذه المجرة إلى الآن أكثر من ٤٠٠ ألف مليون نجم كشمسنا ، كل نجم له توابعه كما أن لشمسنا توابعها. فتخيل العلماء أن المجرة هى