نماذج من آيات الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم
قبل التعرض بشيء من التفضيل لآيات الجبال في القرآن الكريم ، نعرض هنا لسبع مواضع من كتاب الله تعرضت فيها الآيات لذكر كوكب الأرض ، وذلك على النحو التالي :
١ ـ يقول ربنا (تبارك وتعالى) فى محكم كتابه :
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها) (٣١) (النازعات : ٣٠ ، ٣١).
قال عدد من المفسرين : (دحاها) بمعنى كوّرها ، من (الدحية) أى البيضة (فى بعض اللهجات الدارجة) ، و (أخرج منها ماءها ومرعاها) ، هو إشارة إلى خروج ماء الأرض من العيون والينابيع والآبار ، وخروج النبات من بين حبات التوبة بعد بذرها وريها ، وهو صحيح. ولكن حين سئل ابن عباس (رضى الله تبارك وتعالى عنهما) عن معنى دحاها؟ قال : «فسّرها ما جاء بعدها» أى : (أخرج منها ماءها ومرعاها).
وقد أثبت العلم الحديث أن الثورات البركانية وما ألقته حول الأرض من غازات وأبخرة ، وعلى سطحها من حمم ورماد بركانى ، قد لعبت دورا أساسيا فى بناء اليابسة ، وفى تكون كلّ من الغلافين الغازى والمائى للأرض ، ولعل ذلك هو المقصود بالدحو ، وهو فى اللغة العربية : المد والبسط والإبقاء والإزاحة ، من دحا الشيء أى بسطه ، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن غالبية ما يتصاعد من فوهات البراكين أثناء ثوراناتها هو بخار الماء () ٧٠ خ) ، ويليه فى الكثرة ثانى أكسيد الكربون ، وبعض الغازات الأخرى ، وأن بخار الماء المتصاعد من فوهات البراكين سرعان ما يتكثف ويعود إلى الأرض مطرا ، وقد أدى ذلك إلى إثبات أن جميع الماء على سطح الأرض وفى غلافها الغازى قد أخرج أصلا من داخلها مع ثورانات البراكين ، وهذه حقيقة لم يعرفها الإنسان إلا منذ سنوات قليلة ، كذلك أدرك