وإذا كان الأمر كذلك ، فلما ذا قال الله (تبارك وتعالى) :
(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) (١١) (الطارق : ١١).
ولم يقل : والسماء ذات المطر؟
نعلم اليوم أن الله (تعالى) قد جعل فى الغلاف الغازى المحيط بالأرض عددا من نطق الحماية التى تردّ إلى الأرض كل مفيد وتردّ عنها كل ضار ومهلك من مختلف صور المادة والطاقة ، ومن أمثلة ذلك :
(أ) النطاق الأسفل من نطق الغلاف الغازي للأرض (نطاق المناخ) والذي له من الصفات الكيميائية والفيزيائية ما يجعله صالحا للحياة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، يتبادل كل من الإنسان والحيوان مع النبات غازى الأكسجين وثانى أكسيد الكربون ، وكلّ منهم يطلق بخار الماء إلى الغلاف الغازي ، ونتيجة للبخر من الأسطح المائية ، ولتنفس وإفرازات كل من الأناسى والحيوانات ، ونتح النباتات يرتفع بخار الماء إلى الأجزاء العليا من نطاق المناخ حيث يتكثف ، فيعود منه مطرا أو بردا أو ثلجا.
ولنطاق التغيرات المناخية خاصة في أجزائه السفلي من الكثافة ما يسمح له بترجيع الصوت ، ومن الغريب أن اسم هذا النطاق باليونانية هو نطاق الرجع (troposphere).
(ب) السحب التى ترد إلينا أكثر من التسعين بالمائة من حرارة الشمس ، التي تمتصها صخور الأرض وتعيد إشعاعها إلى الجو ، بعد غياب الشمس ، ولو لا ذلك لتشتت تلك الحرارة إلى طبقات الجو العليا ، وتجمدت الحياة على الأرض بالليل ، وهذه صورة من صور الرجع الحرارى إلى الأرض ، لم تكن معروفة من قبل.
(ج) طبقة الأوزون (the ozonosphere) والتى تسمح بمرور ضوء الشمس الأبيض والموجات تحت الحمراء إلى الأرض ، وترد عنّا ما يصاحب ذلك الضوء من