وتتوقف حركتهما فى هدوء يسمح بالعمران (كما حدث فى ارتطام شبه القارة الهندية بالقارة الآسيوية وتكون جبال الهيمالايا ، وهى من أحدث السلاسل الجبلية وأعلاها ارتفاعا فوق سطح البحر).
ومن العجيب أن لرسول الله (صلىاللهعليهوسلم) حديثا صحيحا فى مسند أحمد بن حنبل يقول فيه : (لما خلق الله الأرض جعلت تميد «أى : تضطرب» ، فخلق الجبال فعاد بها عليها فاستقرت ...) (*).
٧ ـ يقول ربنا (تبارك وتعالى) في محكم كتابه :
(لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٢٥) (الحديد : ٢٥).
قال الأقدمون والمحدثون من المفسرين : أنزلنا هنا بمعنى : قدرنا وجعلنا ، وذلك لأن الحديد يتركز فى جوف الأرض ، وأن نسبته تتناقص من مركز الأرض إلى قشرتها ، وأن له من الصفات الفيزيائية والكيميائية ما يجعله متميزا عن جميع العناصر الأخرى المعروفة لنا ، والتى يتعدى عددها مائة وأربعة عناصر ؛ فركز المفسرون على بأسه الشديد ومنافعه للناس.
ولكن فى السنوات المتأخرة من القرن العشرين ، لاحظ العلماء أن الغالبية العظمى من تركيب الجزء المنظور لنا من الكون هو غاز الإيدروجين (أخف العناصر وأبسطها تركيبا ، ولذلك وضع فى الرقم واحد من الجدول الدورى للعناصر) ، ويلى غاز الإيدروجين فى الكثرة غاز الهيليوم (العنصر الثانى فى الجدول الدورى للعناصر) ، وهذان الغازان معا يكونان أكثر قليلا من ٩٨ خ () ٧٤ خ غاز الإيدروجين ، ٢٤ خ غاز الهيليوم) من مادة الكون المنظور ، وباقى العناصر
__________________
* حديث رقم ١١٨٠٥ في مسند أحمد بن حنبل. وفي جامع الترمذي (حديث رقم ٣٢٩١) جاء بالصياغة التالية : «لما خلق الله الأرض جعلت تميد ، فخلق الجبال فقال بها عليها فاستقرت ..».