الأخرى مجتمعة لا تشكل سوى أقل من ٢ خ فقط ، وقد دفعت هذه الملاحظة بعالمين معاصرين هما «فريد هويل» ، و «فاولر» إلى وضع نظرية عن تآصل العناصر ، بمعنى أن جميع العناصر المعروفة لنا فى الجزء المدرك من الكون قد تخلقت باندماج نوى ذرات الإيدروجين مع بعضها البعض ، فى سلاسل متتالية ، أنتجت تلك العناصر المتزايدة فى أوزانها وأرقامها الذرية بطريقة متتابعة ، وبعملية تعرف باسم عملية الاندماج النووى (nuclear fusion) تنتج عنها كميات هائلة من الحرارة التى تمثل حرارة النجوم.
وهذه العملية المعروفة باسم عملية الاندماج النووي تستمر مطلقة للطاقة (exothermic) حتى تصل إلى مرحلة تخليق نوى الحديد ، فتتحول إلى عملية مستهلكة للطاقة (endothermic) ؛ وحين يتحول لب النجم إلى حديد ينفجر وتتناثر أشلاؤه في صفحة السماء ؛ لتدخل بقدر الله في مجال جاذبية أجرام سماوية تحتاج إلى الحديد ؛ أو تتفاعل مع اللبنات الأولية للمادة والموجودة في صفحة السماء على هيئة الأشعة الكونية ؛ لتكون العناصر الأعلى في وزنها الذري من الحديد.
وحينما نظر العلماء فى شمسنا ، لاحظوا أن عملية الاندماج النووى فيها لا تتخطى انتاج عنصر السيليكون ، لذلك فدرجة حرارة سطحها لا تتعدى ٦٠٠٠ م ، وتزداد تلك الحرارة فى اتجاه مركزها إلى حوالى خمسة عشر إلى عشرين مليون درجة مئوية ، وأن هذه الحرارة أقل بكثير من الحرارة اللّازمة لتخليق الحديد بعملية الاندماج النووى.
ثم نظر العلماء فى صفحة الكون خارج مجموعتنا الشمسية ، فوجدوا نجوما عملاقة تتوهج في مرحلة من مراحل حياتها ، فتزيد درجة حرارتها إلى مئات البلايين من الدرجات المئوية ، ولاحظوا أن تلك النجوم ، التى عرفوها باسم النجوم المستعرة أو المستعرات (novae) هى التى تصل فيها عملية الاندماج النووى إلى مرحلة تخليق الحديد ، ولكنها لا تستطيع أن تستمر فى إنتاج الحديد طيلة عمرها ؛ لأنه في الوقت الذي تنتج فيه عملية الاندماج النووي لتكوين العناصر قبل