وجود جذور لتلك القشرة ، أو أن التعويض ناتج عن وجود مادة منخفضة الكثافة فى وشاح الأرض ، ويبدو أن الانخفاض في كثافة وشاح الأرض يقترن بوضع بنيوي خاص يفسر الأنشطة البركانية الحديثة ، والتدفق العالى للحرارة الأرضية ، والسرعات المنخفضة للموجات الاهتزازية ، والذى قد يشير إلى احتمال وجود جزء منصهر أو شبه منصهر من وشاح الأرض يقع مباشرة تحت نطاق الموهو (moho).
والحقيقة أن الأدلة الزلزالية (أدلة الموجات الاهتزازية) تشير إلى أن الغلاف الصخرى للأرض يطفو فوق نطاق لزج أكثر كثافة (نطاق السرعة المنخفضة للموجات الاهتزازية) وأن سطح الأرض فى حالة اتزان تضاغطى مع هذا النطاق ، تماما كقطع الأخشاب الطافية على سطح الماء أو الأعمدة القائمة على أساس مائع ، وبعبارة أخرى فإن معالم سطح القشرة الأرضية متوازنة بفعل تفاوت كثافاتها ، وهذا يفسر وجود جذور عميقة ذات كثافة منخفضة أسفل الجبال الشاهقة ، كما يفسر وجود صخور أعلى كثافة من الصخور القارية أسفل أحواض المحيطات ، ويفسر كذلك أن جذور الجبال تزيد على ارتفاعاتها فوق سطح البحر أضعافا عديدة. (شكل رقم ١). وعلى الرغم من ذلك ، فإن معظم القشرة الأرضية موزع الآن بين مستويين أساسيين هما القارات وقيعان المحيطات ، وفضلا عن ذلك فإن الفرق بين أعلى قمة جبلية (قمة إفرست ٨٨٤٨ م فوق مستوى سطح البحر) وأعمق أغوار المحيط على الكرة الأرضية (غور ماريانا ١٠٨٦٧ م تحت مستوى سطح البحر) يقل عن ٢٠ كم بقليل (٧ و ١٩ كم) ، ومقارنة بنصف القطر الاستوائى للكرة الأرضية (٦٣٧٨ كم) فإن نسبة الاختلاف فى الارتفاع لا تتجاوز ٣ و ـ خ الأمر الذى يدل بوضوح على أن كل معالم التضاريس على سطح الأرض ضئيلة مقارنة بمقاييس كوكبنا ، ولكنها مع ذلك تعتبر شيئا أساسيا لاستقرار الأرض فى دورانها ، واستقرار سطحها وجعله مكانا مناسبا للحياة.
* * *