الفصل الخامس
الشواهد الدالة على أن سطح الأرض
فى حالة توازن تضاغطى
هناك عدد كبير من الأدلة التى تراكمت على مدى القرنين الماضيين والتي تؤيد أن قشرة الأرض فى حالة توازن تضاغطى ، بمعنى أنه حيثما يبدأ هذا التوازن فى الاختلال ، يتم تعديله مباشرة ، وإن كان يعتقد أن معدل مثل هذا التعديل بطيء جدا (حوالى سنتيمترات قليلة فى السنة). ومن هذه الأدلة التي تدعم فكرة التوازن التضاغطى ما يلي :
أولا : لوحظ أنه عند إضافة ثقل ما إلى القشرة الأرضية فإنها تنخفض انخفاضا تضاغطيا ، وعند إزالة هذا الثقل عنها فإنها ترتفع وتظهر نتوءات الارتداد التضاغطى على هيئة عدد من الارتفاعات ، ويمكن توضيح الحالة الأولى بما ينتج عن تجمع الجليد بسمك كبير على اليابسة ، أو ما ينتج عن تجمع الماء أو بتراكم الترسبات أمام السدود من أثر على المنطقة المحيطة ، أو بتراكم المواد البركانية السميكة حول بعض البراكين الحديثة.
ويمكن توضيح الحالة الثانية بما نتج عن ذوبان تراكمات الجليد السميكة التى تجمعت على اليابسة منذ بداية عهد الپلايستوسين (pleistocene) (ومعناه اللغوي العهد الأقرب للعهد الحديث) على المناطق التى كانت تغطيها التراكمات الكثيفة من الجليد خلال العصر الجليدى الكبير الأخير (the last great ice age).