ويعرف هذا النوع من الحركات الرأسية عادة باسم الحركات البانية للقارات (epeirogeny) بالمقابلة مع الحركات البانية للجبال (orogeny) التى تنطوى أساسا على عدد من القوى الأفقية التى تنزع إلى التمركز فى مناطق محددة نسبيا ، ويمكن أن تستمر عملية الحركات الرأسية البانية للقارات (epeirogeny) بمعدلات تتناسب مع معدلات التعرية إلى أن ينكشف جذر الجبل عند سطح الأرض ، وقد يفسر ذلك أن مجموعات الجبال القديمة ، كسلسلة جبال الأپالاشى أو الأورال ليست بارتفاع السلاسل حديثة العهد ، كجبال الأنديز والألب والهيمالايا ، وهذه الجبال الأصغر سنا لا تزال تقف مرتفعة بفعل كل من القوى الأصلية لبناء الجبال ، وقوى عملية إعادة التعديل التضاغطى (cf.cazeau and others ، ٦٧٩١p. ١١٤).
وفى هذا الصراع بين عمليات البناء الداخلية وعمليات الهدم الخارجية على سلسلة الجبال ، تكون الغلبة فى نهاية الأمر لعمليات الهدم الخارجية (عمليات التعرية) حين لا يتبقى أى عمق كاف من تلك السلسلة الجبلية يعين على رفعها بفعل عملية التوازن التضاغطى (توازن القشرة الأرضية) ؛ وعند ما يبلغ سمك جذر الجبل نفس سمك الجزء القارى المجاور له (سمك التوازن التضاغطى تقريبا) ، تتوقف عملية الحركات الرأسية البانية للقارات ، وتصبح المنظومة الجبلية القديمة جزءا من الرواسخ القديمة الثابتة (stable cratons) مما يضيف إلى حجم القارة (شكل رقم ٢ ، ٥) ، وعند ما يتم تآكل منظومة جبلية أو سلسلة من الجبال حتى تتحول فى نهاية الأمر إلى منطقة تلال أو سهول منخفضة ، فإن الصخور فى هذه المنطقة تحتفظ بما يدل على سابق وجود تلك الجبال ، والصخور الرسوبية المطوية والمتكسرة في هذه المنظومة أو السلسلة الجبلية تكون قد تآكلت وأزيلت بفعل عوامل التعرية ، مخلفة وراءها الصخور المتحولة التى تتخللها الصخور النارية المتداخلة فيها مكونة الرواسخ القديمة الثابتة ، وهذه تظهر بوضوح ـ بواسطة كثرة الطيات والتكسر فيها ـ أنها كانت يوما ما جذور المجموعة جبلية. (cf.beiserkrauskopf ، ٥٧٩١ ، p. ١٨٦).