المحيط بالقارة ، والانصهار الجزئى للشريحة المنزلقة تحت كتلة القارة يمكن أن يفسر توفر صهارة الصخور البركانية ، ومن ثم تكون الأقواس البركانية ، وتعتبر هذه الأخاديد المحيطية أماكن مثالية لتراكم الترسبات فى الأحواض الأرضية ، ومن هنا يعتقد أن تلك الأحواض الأرضية قد تكونت فى مثل هذه النطق البنيوية النشطة حيث لا ينتج الهبوط تحت وزن الرسوبيات المتراكمة فقط ، ولكنه يتواصل بالانزلاق التدريجى لأحد ألواح الغلاف الصخرى للأرض تحت لوح آخر (شكل ١٢ ـ ٢٣).
وفى نهاية الأمر تنزل الترسبات المتراكمة فى أحد الأحواض الأرضية إلى مستويات تصبح عندها محاطة بصخور أكثر كثافة ولزوجة ، ويحدد الفارق بين الكثافتين قابليتها للطفو والعمق الذى يمكن أن تنزل إليه تحت ثقل وزنها ، وعند هذه النقطة تصبح المنظومة كلها متزنة تضاغطيا.
ومع تراكم الرسوبيات فإنها تتعرض لكل من الطى والتصدع بصفة مستمرة ؛ وتكون الصخور السطحية هشة ؛ لذا فهى تتكسر قبل أن تتدفق ، ولكنها إذا دفنت عميقا تصبح لدنة ، ويتغير شكلها وحجمها بالانثناء والطى والتدفق البطيء ، أو بأى منها ، وعند ما تدفن الترسبات إلى أعماق كافية فإنها تنصهر ، ويتسبب انصهارها فى زيادة حجمها ، وتؤدى هذه الزيادة فى الحجم إلى رفع الصخور فوقها ، وإلى اندفاع تلك الزيادة على هيئة أعداد من المتداخلات النارية التى تلعب دورا فى عمليات الطى (cf.billings ، ٠٦٩١).
وعند أطراف الحوض الأرضى تتضاغط الصخور إلى الأعلى وإلى الخارج عبر عدد من التصدعات الدسرية العظيمة (Great thrust faults) ، فى حين أنها تدفع فى المنطقة الوسطية إلى الأعلى ، لتكون هضبة بين الجبال ، وهناك أدلة عديدة على بدء عملية الطى قبل تيبس الرسوبيات (pre ـ consolidation folding) مما يشير إلى أن القوى البانية للجبال كانت نشطة خلال عملية الترسيب ، ومن الممكن أن يؤدى التجعد السفلى التفاضلى (differential downwarping) فى الحوض الأرضى