السطحية والعميقة البؤر ، والثورات البركانية (شكل ١٢ ـ ١٨). وفى إطار مفهوم تحرك ألواح الغلاف الصخرى للأرض تتكون الجبال أساسا عند حواف تلك الألواح المتصادمة ، حيث تتغضن التراكمات الرسوبية ، وتنشط حركة كلّ من المتداخلات النارية والثورات البركانية ؛ بيد أن الأحزمة الجبلية المتكونة عند خطوط تصادم ألواح الغلاف الصخرى للأرض تختلف باختلاف معدلات عملية توسع قيعان البحار والمحيطات الدافعة للتصادم ، وباختلاف طبيعة الحواف المتقدمة للألواح المتصادمة (القارية منها أو المحيطة). فعند ما تكون الأطراف المتصادمة عبارة عن قاع البحر مع القارة (شكل ١٩ ، ٢٠) فإن لوح الغلاف الصخرى لقاع المحيط والذى يتميز بكثافته العالية نسبيّا ، ينزلق تحت لوح الغلاف الصخرى للقارة والذى يتميز بكثافة أقل نسبيا ، وباستمرار اندفاع قاع المحيط تحت القارة يصل إلى نطاق الضعف الأرضى فينصهر بالتدريج ، ويعمل ذلك على زيادة النشاط البركانى ، كما يعمل على إزاحة أجزاء من نطاق الضعف الأرضى مما ينشط عملية المتداخلات النارية على طول خط التصادم.
وتتسم عملية انزلاق قاع المحيط تحت القارة بظهور أخدود عميق فى المحيط بعيدا عن الشاطئ ، وتغضن الرسوبيات المكشوطة من فوقه وإضافتها إلى حافة لوح القارة الراكب فوق قاع المحيط وارتفاعه بتكوين سلسلة جبلية فى موازاة الأخدود البحرى ، وتحدث الزلازل العنيفة على طول خط الاتصال المائل بين اللوحين المتصادمين ، وتزداد بؤر تلك الزلازل عمقا بازدياد تحرك قاع المحيط هبوطا تحت القارة (شكل ٢٠) ، وباستمرار تحرك قاع المحيط تحت القارة يكشط المزيد من الرسوبيات البحرية بالتدريج عن اللوح الهابط ، وتضاف إلى سلسلة الجبال المتكونة فوق طرف القارة ، كما تنشط كلّ من الطفوح البركانية والمتداخلات النارية.
ومناطق التقارب حتى التصادم تلك (zones of convergence) حيث يستهلك الغلاف الصخرى للأرض ، تسمى باسم نطق الاندساس أو الانضواء (subduction zones) ويتم فى هذه النطق استهلاك الغلاف الصخرى للأرض بكمية مساوية