لإنتاج غلاف جديد على طول حدود التباعد (divergence boundaries) وتتعرض الصخور فى نطاق الاندساس (الانضواء) إلى التحول ، ولكن مع نزول قاع المحيط إلى نطاق الضعف الأرضي وهو الجزء الأعلى من وشاح الأرض الحار ، تبدأ بعض مكوناته الصخرية فى الانصهار ، وقد تطفو الصهارة الناجمة عن ذلك مرتفعة على هيئة عدد من المتداخلات النارية أو الثورات البركانية. وقد يكون إنتاج الصهارة فى نطاق الاندساس (الانضواء) عنصرا أساسيا فى تكوين الصخور الجرانيتية التى تعتبر العنصر الرئيسى الذى يدخل فى بناء صخور القارات.
ويعتقد أن الصهارات الجرانيتية تنتج عن الانصهار الجزئى للصخور السيليسية الغنية بالماء ، وذلك بتعرضها لضغط ودرجة حرارة متزايدين ؛ لذا يعتقد بأن دفن الصخور الرطبة الغنية بثانى أكسيد السيليكون (المرو أو الكوارتز) إلى أعماق ضحلة قريبة من سطح الأرض نسبيا ، يكفى لإحداث الانصهار وإنتاج صهارة جرانيتية فى بيئة تتسم بتزايد الضغوط ، غير أن معظم الصهارات الجرانيتية تفقد قدرتها على الانسياب قبل أن تصل إلى السطح ، وتنتج بذلك هيئات متداخلة كبيرة كالباثوليثات (batholiths) وهى كتل ضخمة من الصخور النارية المتداخلة فى قشرة الأرض (تشغل مساحة تزيد عن مائة كيلومتر مربع وعمق لا يمكن تقديره بسهولة).
وهناك الصهارات الأنديزيتية (andesitic magma) التي تتوسط فى كلّ من تركيبها الكيميائى والمعدنى وخواصها الفيزيائية بين الطهارات البازلتية والجرانيتية ، وعليه فإن تكون كلّ من المتداخلات النارية والطفوح البركانية الأنديزيتية ليس من الأمور النادرة بين الصخور المكونة للسلاسل الجبلية ، ولكن بما أن صهارة الأنديزايت أعلى لزوجة وأقل ميوعة من الصهارات البازلتية فإن صخورها أقل انتشارا في الكتل البانية للجبال من تلك الناجمة عن الصهارة البازلتية الأكثر ميوعة. وعليه فإن فوهة بركانية واحدة يمكن أن تقذف حمما ذات تركيب كيميائى واسع التنوع وخواص طبيعية متعددة تتراوح من البازلت إلى الأنديزايت إلى الريولايت.
وعند ما تتحرك إحدى القارات لتدفع أمامها قاع المحيط الذى يفصل بينها وبين قارة مقابلة ؛ ليهبط تحت تلك القارة حتى يستهلك قاع المحيط بالكامل ، فإن القارتين