٣ ـ مرحلة الجبال التصادمية (collisional mountain stage).
وهذه هى المرحلة الأخيرة فى دورة تكون الجبال ، وهنا يحدث التصادم بين لوحين من ألواح الغلاف الصخرى للأرض المكونين لكتلتين قاريتين بعد انغلاق المحيط بينهما ، جارفا وساحقا كل ما هو موجود بينهما من الكتل القارية الصغيرة من أمثال مجموعات الجزر التى تقع بينهما ، والسلاسل الجبلية على حوافهما ، والحافة التى يقع فيها الأخدود قد تقترن بوجود سلسلة جبال من نوع جبال الأنديز قائمة بالفعل أو آخذة فى التكون ، أو قد تقترن بحافة ناجمة عن تصادم قوس من أقواس الجزر البركانية بالقارة.
والبنيات الأرضية المتكونة نتيجة لدفع حافة من النوع الأطلنطى فوق الأخدود البحرى من المحتمل أن تكون فى البداية شبيهة بتلك التى سبق وصفها فى حالة التصادم بين قوس من أقواس الجزر البركانية وإحدى القارات المجاورة ، وهذا ينطوى على تكسير صخور القاعدة المعقدة إلى شرائح ودفعها بواسطة صدوع المجاورة عبر مسافات طويلة ، لتضعها فوق صخور أخرى مختلفة عنها اختلافا كليّا أو فى قلبها ؛ ولذلك تعرف باسم الصخور المغتربة (nappes).
وكذلك فإن كلّا من قشرة الأرض المكونة لقاع المحيط ، وما تجمع فوقها من الصخور الأوفيوليتية (الاختراقية) ، والصوانية ، والصلصالية (lutite) ورواسب البحار العميقة العكرة المعروفة باسم الفليش (flysch) تتعرض للتضاغط ، والتكسير ، والدفع بواسطة صدوع المجاوزة ؛ لتتراكب فوق غيرها من الصخور المغايرة لها طبيعة وعمرا ، وفى نهاية المطاف فإن قابلية الصخور القارية الأقل كثافة تحول دون حدوث مزيد من التدمير ، وقد يتكسر لوح الغلاف الصخرى الهابط إلى كتل تهبط بالتدريج فى نطاق الضعف الأرضى ؛ لتنصهر ويتم هضمها فيه. وعندئذ فإن منطقة الأخدود البحرى السابقة التى كان يستهلك فيها اللوح الهابط تتحول إلى منطقة تكسر وتفتت الغلاف الصخرى للأرض. وبمرور الزمن يمكن أن يتكون فى النهاية أخدود جديد بالقرب من حافة الإدبار (trailing edge) من النوع الأطلنطى للقارة التى تعرضت للاصطدام.