الفصل الثامن
كيف تثبت الأرض بالجبال؟
يقسم الغلاف الصخرى للأرض (والذى يتراوح سمكه بين ٦٥ ، ٧٠ كم في ألواح قيعان المحيطات ، وبين ١٠٠ ، ١٥٠ كم في كتل القارات) إلى حوالى اثنى عشر لوحا أرضيّا كبيرا بفعل نظم الصدوع الخسفية التى تحيط بالأرض إحاطة كاملة ، وتتركز أساسا فى قيعان المحيطات ، على هيئة أخاديد أواسط المحيطات ، وإن وجدت فى قيعان البحار ، وعلى اليابسة بنسب أقل. (شكل ١٠) وتطفو ألواح الغلاف الصخرى تلك فوق نطاق الضعف الأرضى وهو نطاق لدن ، مرن شبه منصهر ، عالى الكثافة واللزوجة ، ولذلك فإن هذه الألواح تنزلق فوق نطاق الضعف الأرضي مع دوران الأرض حول محورها ؛ وتتحرك بحرية مبتعدة عن بعضها البعض أو مقتربة إحداها من الأخرى ، أو منزلقة عبر ما يجاورها من ألواح الغلاف الصخرى للأرض ، وذلك باندفاع الصهارة الصخرية من نطاق الضعف الأرضي بملايين الأطنان عبر الأغوار الفاصلة بين تلك الألواح ، وعند ما تتباعد هذه الألواح عن بعضها البعض (ويتم ذلك غالبا فى قيعان المحيطات وقيعان بعض البحار). تندفع الصهارة الصخرية من نطاق الضعف الأرضى ؛ لتملأ المسافة الناتجة عن هذا التباعد (فى ظاهرة تعرف باسم ظاهرة اتساع قيعان البحار والمحيطات) مكونة صخورا جديدة تضاف إلى الصخور المكونة لقاع المحيط ، وتكون أحدث عمرا منها ، (أى من الصخور الموجودة على جانبيها والتى سبق خروجها بنفس