إن حركة تباعد وتقارب ألواح الغلاف الصخرى للأرض لا تقتصر على أحواض المحيطات ، ولكنها تحدث أيضا بالقرب من حواف القارات وفى داخلها ، ومن المعروف أن كلّا من البحر الأحمر وخليج كاليفورنيا (وهما امتدادان للأخاديد الصدعية) يزدادان اتساعا فى هذه الأيام باستمرار ، وحيث يتسع البحر الأحمر بمعدل ٣ سم فى السنة ، ويتسع خليج كاليفورنيا بمعدل ٦ سم فى السنة ، وعلى الجانب الآخر فإن تصادم لوح الغلاف الصخرى الحامل للهند مع اللوح الحامل للقارتين الآسيوية والأوروپية نتجت عنه سلسلة جبال الهيمالايا التى تضم أعلى القمم على سطح الأرض اليوم.
وتكرر حدوث الهزات الأرضية عند حدود ألواح الغلاف الصخرى للأرض يعتبر شيئا مألوفا (شكل ١٢ ، ٢٠) وهى على عمق ضحل قريب من السطح على امتداد الحدود المتباعدة لألواح الغلاف الصخرى للأرض ، أما على امتداد مناطق الاصطدام حيث ينزل قاع المحيط تحت اللوح الحامل للقارة فإن بؤر الهزات الأرضية تكون عميقة (حتى عمق ٧٠٠ كم) ، وتحدث الهزات الأرضية كذلك على الحدود التى تنزلق فيها ألواح الغلاف الصخرى للأرض عبر صدوع التحول (transform faults) التى تفصل بينها.
والحركات عبر مستويات التصدع لا تحدث بصورة مستمرة ، ولكنها تحدث برجفات مفاجأة تطلق التوتر المتراكم في داخلها.
إن ألواح الغلاف الصخرى للأرض لا تنتقل كلها بنفس السرعة ، فحيث تتباعد هذه الألواح بسرعة تنتشر الصهارة الصخرية المندفعة من نطاق الضعف الأرضى إلى قاع المحيط ؛ لتملأ المنطقة التى نشأت عن هذا التباعد بالطفوح البركانية والمتداخلات النارية التى تبنى مع الزمن سلاسل من الحواف المرتفعة فى أواسط المحيطات تكون جوانبها منحدرة بصورة تدريجية (كمرتفعات شرق المحيط الهادي) ، وعلى العكس من ذلك فإن التباعد البطىء لألواح الغلاف الصخرى المكونة لقيعان البحار والمحيطات يتيح الوقت الكافى لتراكم الصهارة المندفعة من