وعليه فإن سلاسل الحواف المحيطية هذه تظهر وتنتقل من مكان إلى آخر حتى تختفي.
ويبدو أن تصدع قاع المحيط الأطلنطى وعملية اتساع ذلك القاع قد بدأ فى الفترة الزمنية الممتدة بين مائتى مليون ومائة وخمسين مليون سنة مضت ، وأن قاع المحيط الهندى قد بدأ فى ممارسة عمليات التصدع والاتساع تلك فى الفترة ما بين المائة مليون والثمانين مليون سنة الماضية ، وأن أستراليا لم تنفصل عن القارة القطبية الجنوبية إلا منذ ٦٥ مليون سنة مضت (dottbatten ، ٨٨٩١ ، p ، ٧٦١).
وتكثر البراكين أيضا عند الحدود المتباعدة لألواح الغلاف الصخرى للأرض سواء كانت تلك الألواح بحرية أم قارية ، ومعظم هذه البراكين يستمر فى نشاطة لفترة ٢٠ ـ ٣٠ مليون سنة على الرغم من أن بعضها قد تصل فترة نشاطة إلى ١٠٠ مليون سنة أو يزيد (كجزر الكنارى على سبيل المثال) ، وخلال مثل هذه الفترات الطويلة من النشاط البركانى تحمل البراكين لمسافة عدة مئات من الكيلومترات بعيدا عن أغوار التصدع التى تتحدد عندها حافتا اللوح المتباعدتان عن بعضهما البعض باستمرار بواسطة الصهارة المتدفقة من نطاق الضعف الأرضى عبر أغوار التصدع والتى تشكل مصدر تغذية تلك الفوهات البركانية. وعند ابتعاد تلك الفوهات عن مصادر تغذيتها بالصهارة الصخرية تخمد بالتدريج حتى تموت ، ويحمل قاع المحيط الهادئ عددا كبيرا من البراكين القديمة الخامدة الغاطسة (Guyots) التى كانت فى يوم من الأيام بارزة فوق مستوى سطح الماء فى المحيط ، ولكنها غطست تحت سطح الماء إلى ما هو دون هذا المستوى بكثير لبعدها عن نطاق التصدع الذى يمثل مصدر تغذيتها بالصهارة الصخرية ، ولذلك خمدت وهبطت تحت مستوى سطح الماء فى المحيط.
أما أحزمة الجبال القارية فتنتج عن تصادم ألواح الغلاف الصخرى مع بعضها البعض ، سواء كان هذا التصادم بين لوحين أحدهما بحرى والآخر قارى ، أو كان كلاهما قاريا ، وعلى ذلك فإن حركة نشوء الجبال تبلغ ذروتها عند تصادم قارتين ،