محاولة لتعليل الانخفاض فى معدل انحراف الشاقول بالقرب من الكتل الجبلية بما يقل عن القيم المحسوبة للتجاذب التثاقلي ، واقترح (إيرى) أن الجبال ذات الكتل الهائلة لا تدعمها قشرة أرضية قوية صلبة تحتها ، ولكنها «تطفو» فى «بحر» من الصخور الكثيفة ، وفى مثل هذا «البحر» اللدن من الصخور شبه المنصهرة والكثيفة ، تطفو الجبال فى الأعماق بما يشبه الطريقة التى تطفو بها جبال الجليد فى مياه المحيطات ، وذلك بالفرق بين كثافة كلّ من الجليد والماء المالح ، ذلك الفرق الذى يعمل على طفو جبل الجليد ببروز جزء منه فوق مستوى سطح الماء فى البحر ، وغطس أغلبه فى ماء البحر ، ويتم ذلك بإزاحة قدر من الماء بفعل الكتلة الكبيرة للجليد تحت سطح الماء ، وتعتبر كتلة الجبل متوازنة من حيث توزيع الضغوط بينه وبين الأوساط الصخرية المحيطة به من نطق الأرض المختلفة.
فالجزء البارز من الجبال فوق سطح الأرض هو فى الحقيقة ليس إلا القمم البارزة لكتل ضخمة من الصخور التى تطفو فى طبقة تحتية أعلى كثافة كما تطفو جبال الجليد فى الماء ، فجبل يبلغ متوسط الكثافة النوعية لصخوره ٧ ، ٢ جم / سم ٣ (وهى متوسط كثافة الجرانيت) يمكن له أن يطفو فى طبقة من الصخور القاعدية (ذات الكثافة التى تبلغ حوالى ٣ جم / سم ٣ بامتداد داخلي (جذر) يبلغ حوالى تسعة أعشار طوله وجزء بارز يبلغ عشر هذا الطول ، وتبلغ نسبة جذر الجبل فى بعض الحالات إلى ارتفاعه ١٥ : ١ وتعتمد هذه النسبة على متوسط كثافة كلّ من صخور الجبل والوسط الذى ينغرس فيه.
هذه الملاحظات أدت إلى ظهور مفهوم التوازن التضاغطى فى الأرض (isostacy) كما لخصه «داتون» (dutton ، ٩٨٨١) وأدخلت مبادئ استخدام الجاذبية الأرضية فى الدراسات الميدانية للأرض.
وكلّ من الأدلة الزلزالية وأدلة دراسات الجاذبية الأرضية قد أشارت إلى أن القشرة الأرضية تبلغ أقصى سمك لها تحت الجبال ، وأقل سمك لها تحت أحواض المحيطات ، ولم تفهم هذه الحقائق بوضوح إلا فى أوائل الستينيات من القرن