بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين.
وبعد : فقد رتبته على مقدمة ، ومقاصد ، وخاتمة.
أما المقدمة ، ففي بيان أمور :
الاول : إن موضوع كل علم : وهو الذي يبحث فيه عن عوارضه الذاتية : أي بلا واسطة في العروض (١) هو نفس موضوعات مسائله عينا
______________________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
(١) قد تعارف عند المصنفين ذكر أمور قبل الشروع في العلم :
منها بيان موضوع العلم ، وتعريف العلم ، وبيان الحاجة اليه ، وذكر مبادئه التصديقية : وهي التي يتوقف عليها التصديق بمسائل العلم ، كعدم إمكان اجتماع الضدين ـ مثلا ـ التي يتوقف عليها التصديق بعدم جواز اجتماع الأمر والنهي في واحد.
وحيث إن مبادئ علم الاصول قد ذكرت مبرهنا عليها في علوم تكفلتها لم يذكرها المصنف.
وأما بيان الحاجة اليه نتركه ، لوضوح توقف الاستنباط والفقه على علم الاصول ـ فشرع في بيان موضوع العلم وعقبه بتعريفه.
وقبل الشروع في موضوع علم الاصول ذكر موضوع كل علم ، فعرفه : «بأنه الذي يبحث فيه عن عوارضه الذاتية : أي بلا واسطة في العروض».
فلا بد من بيان العوارض الذاتية التي لا واسطة في العروض فيها.
والمراد من العرض الذاتي ليس هو خصوص العرض الذاتي المنتزع عن مقام الذات ، المصطلح عليه بالخارج المحمول ، كالامكان والزوجية ، لأن جلّ محمولات