.................................................................................................
______________________________________________________
المشتق عند تمثل صورته في الذهن وتصوره هو معنى واحد لحظ بنحو الانطواء ، وان كان مركبا حقيقة بعد التعمل من العقل فبساطة المشتق : هو انه واحد عند الادراك والتصور ، وان القائل بالتركيب يقول : انه مركب من مفهومين كمفهوم رامي الحجارة ـ مثلا ـ ، فمن يقول بالبساطة يقول : ان مفهوم المشتق كمفهوم الانسان ومفهوم الحجر فانه عند الادراك والتصور الحاصل عند اطلاق هذين اللفظين يحصل في الذهن مفهوم واحد ، وان كان العقل بعد تعمله يحلل الانسان الى جنس وفصل ، وتحليل الحجر أو الشجر الى ما له الحجرية والشجرية : أي الى المادة والصورة. ولا ريب ان هذا المفهوم واحد وبسيط في التصور ، ولكنه مركب بعد التحليل والتعمل من العقل ، وان القائل بالتركيب يدعي : ان المتصور والمدرك من لفظ المشتق مفهومان إما مفهوم الذات والشيء والمبدأ ، واما مصداق الذات والشيء والمبدأ ولذا قال قدسسره : «وبالجملة لا ينثلم بالانحلال الى الاثنينية بالتعمل العقلي وحدة المعنى وبساطة المفهوم» فلا يضر على هذا كون المشتق مركبا عند التعمل ولكنه واحد وبسيط عند الادراك والتصور ، وواضح هذا بقوله : «والى ذلك يرجع الاجمال والتفصيل الفارقان بين المحدود والحد» فان الانسان الذي هو المحدود له مفهوم واحد بسيط عند الادراك والتصور ، ولكن العقل يحلله الى جنس وفصل والى مفهومين ممتازين في المفهومية قد تركبت ذاته منهما حقيقة وهما جنسه وفصله فيحدد بالحيوان الناطق.
إلّا ان الظاهر من استدلال الشريف ان النزاع ليس في ما ذكره المصنف ، بل النزاع في حقيقة المشتق وانه حقيقة مركب أو انه بسيط وغير مركب.
ويدل على هذا بوضوح استدلال الشريف على البساطة : بلزوم دخول العرض العام في الفصل ، وانقلاب القضية الممكنة الى الضرورية ، فان المشتق لو كان في مقام التصور والادراك بسيطا وواحدا ولا تركيب فيه ولكن حقيقته كانت مركبة يلزم ما ذكره الشريف : من دخول العرض العام في الفصل حيث لو كانت حقيقته مركبة من