.................................................................................................
______________________________________________________
وان تتحد مصاديقهما ، فمفهوم الطلب عين مفهوم الارادة ومصداق الارادة الحقيقة ، وهي الشوق الحاصل في النفس عند تصورها للشيء الملائم لها فتشتاق اليه بحيث تهيج رغبتها الى تحققه في الخارج ويكون متعلق ارادتها ، وهذه الارادة في هذه المرحلة هي الطلب الحقيقي ، فان كانت الرغبة الى تحصيله تعلقت بان يوجده الطالب والمريد بنفسه تحركت العضلات اليه ، وان كانت الرغبة في ان يكون المحصل له الغير دعا ذلك الى انشاء الارادة والطلب.
فاتضح : انهما متحدان في المفهوم وفي الخارج وهو تحققهما في افق القوة الشوقية ، فان خارجية كل شيء بحسبه وخارجية الارادة والطلب بتحققهما في مرحلة القوة الشوقية ، وايضا هما متحدان في مرتبة الانشاء ، فالمراد من الاتحاد اتحاد كل مرتبة بمرتبتها ، فمرتبة المفهوم اتحاد الارادة والطلب مفهوما ، ومرحلة الخارج اتحادهما خارجا ، وفي مرحلة الانشاء اتحادهما إنشاء ، وبعد ان كانا متحدين مفهوما فلا بد وان يتحدا في كل مصداق بحسب افق ذلك المصداق ، ولا يعقل ان يدعى كون الطلب بمرحلته الانشائية متحدا مع الارادة بمرحلتها الحقيقية ، لأن مرجع ذلك الى اتحاد الارادة بمرحلتها الانشائية بالارادة بمرحلتها الحقيقية ، وهما مصداقان في افقين مختلفين كيف يعقل دعوى اتحادهما؟
نعم الفارق بين الطلب والارادة : ان المنصرف من لفظ الطلب هو فرده الانشائي ، والمنصرف من الارادة عند اطلاقها هو فردها الحقيقي ، وذلك لكثرة استعمال الطلب في الفرد الانشائي وكثرة استعمال الارادة في فردها الحقيقي ، والاختلاف في الانصراف لا يوجب اختلافا فيما هو الموضوع له كل منهما ولا يوجب اتحاد مرتبة الانشاء بمرحلة الحقيقة. هذه دعوى العدلية في الاتحاد والعينية بين الطلب والارادة.
واستدلوا على هذا الاتحاد بينهما بما اشار اليه المصنف بقوله : «ففي مراجعة الوجدان ... الى آخره» وحاصله : انه لو كان مصداق الطلب الحقيقي غير الارادة