الموصوفة بكونها مأمورا بها شيئا آخر غير أمرها ، غير واف بدفع إشكال ترتب المثوبة عليها ، كما لا يخفى (١).
______________________________________________________
(١) ان ما اورده على هذا الوجه الاول من التقريرات امران :
الأول : ما أشار اليه بقوله : مضافا ، وحاصله : انه إذا كان الغرض من قصد اتيانها بامرها الإشارة إلى العنوان المنطبق عليها لا ينحصر ذلك الغرض باتيانها بقصد امرها ، بل يمكن ان يشار إلى عنوانها من دون اتيانها بقصد امرها : بان يؤتى بها موصوفة بانها لها امر غيري لا بجعل الامر الغيري داعيا وغاية إلى اتيانها ويكون الداعي إلى اتيانها غير قصد الامتثال ، كما لو اتى بغسل الوجه واليدين لأجل التبريد : بان قصد ان يبرد نفسه بغسل وجهه ويديه الموصوف هذا الغسل بكونه قد تعلق به امر غيري مقدمي ، فانه إذا وصفه بكونه مامورا به فقد أشار إلى العنوان المنطبق على هذا الغسل للوجه واليدين ، فيحصل قصد العنوان الذي تكون هذه الطهارات به مقدمة من دون قصد عباديتها بقصد امتثال امرها ، والى هذا أشار بقوله : «ولو بقصد امرها وصفا» لهذه الطهارات «لا غاية وداعيا» الذي معناه اتيانها بقصد امرها «بل كان الداعي إلى هذه الحركات» الغسلية «الموصوفة بكونها مامورا بها شيئا آخر غير امرها» ولا يخفى ان شيئا آخر هو خبر لكان : أي كان الداعي إلى هذه الحركات شيئا آخر غير قصد الاتيان بها بامرها الغيري بل كان الداعي هو التبريد. ومن الواضح ان في اتيانها موصوفة بكونها مامورا بها ولكن بداعي التبريد تحصل الإشارة الاجمالية المرآتية الى العنوان المنطبق عليها ولكن لا تقع عبادية.
والثاني : ما أشار اليه بقوله : «انه غير واف» إلى آخره ، وحاصله : قد عرفت ان قصد امتثال الامر الغيري لا يوجب القرب والثواب ، فلو فرضنا امكن ان تكون عبادة بقصد امرها فيدفع به اشكال العبادية إلّا انه لا يدفع بما ذكره من اتيانها بقصد امرها اشكال ترتب المثوبة والقربية عليها.