.................................................................................................
______________________________________________________
اسودا وأبيض ، فاذا وجد السواد لا بد وان يرتفع البياض واذا وجد البياض ارتفع السواد ، فهذا التمانع هو الذي اوجب توهم ان يكون عدم السواد ـ مثلا ـ مقدمة لوجود البياض ، لأن السواد يمنع بوجوده وجود البياض ، فاذا كان هذا التمانع موجبا لأن يكون عدم السواد من مقدمات وجود البياض لأن السواد يطرد بوجوده وجود البياض فالبياض أيضا يطرد بوجوده وجود السواد ، واذا كانت نفس هذه المطاردة توجب ان يكون عدم السواد من مقدمات وجود البياض فإن هذه المطاردة أيضا توجب ان يكون البياض الذي بوجوده يرفع السواد وينفيه ان يكون البياض علة لعدم السواد.
وبعبارة اخرى : انه كما ان وجود احد الضدين لا يتحقق الّا مع عدم ضده أيضا عدم احد الضدين يتحقق بوجود ضده ، فاذا اوجب هذا التمانع مقدمية العدم للوجود فلتوجب مقدمية الوجود للعدم ، اذ لا سبب للمقدميّة الا التمانع وهو إذا اقتضى مقدمية عدم احدهما الوجود الآخر فليقتض أيضا مقدمية وجود احدهما لعدم الآخر ، لانه كما لا يتحقق وجود احدهما الّا مع عدم الآخر كذلك يتحقق عدم احدهما بوجود الآخر ، واذا كان وجود احد الضدين علة لعدم الآخر لزم الدور ، لأن وجود احد الضدين يتوقف على عدم الضد الآخر ، لأن الضد مانع بوجوده وجود ضده ، وعدم المانع من الشرائط فيتوقف وجود الضد على عدم ضده توقف الشيء على عدم مانعة ، وحيث كان احد الضدين ـ أيضا ـ يمنع الضد الآخر وبوجوده يرتفع ضده فيكون وجوده علة لعدم ضده ، فيتوقف عدم الضد على وجود الضد الآخر توقف المعلول على علته ، وحينئذ يتوقف وجود الضد على عدم ضده لانه من أجزاء علته ، ويتوقف عدم الضد على وجود الضد لانه علة له ، فيكون وجود الضد متوقفا على عدم ضده الذي كان هذا العدم متوقفا ومعلولا لنفس وجود الضد ، فيتوقف وجود الضد على العدم المتوقف على هذا الوجود ، فيلزم توقف وجود الضد على وجود نفسه وهذا هو الدور الواضح ، والى هذا أشار