الخارج كي يلزم طلب الحاصل ، كما توهم (١) ، ولا جعل الطلب متعلقا بنفس الطبيعة ، وقد جعل وجودها غاية لطلبها وقد عرفت أن الطبيعة
______________________________________________________
(١) حاصل الوهم ان متعلق الطلب لا يعقل ان يكون وجود الطبيعة ولا بد وان يكون هو الطبيعة ، لانه ليس للماهية الا وجودان : وجود ذهني ، ووجود عيني خارجي وليس هو وجودها الذهني لأنه :
اولا : ان الاغراض انما يتحملها الماهية الموجودة في الخارج دون الموجودة في الذهن.
وثانيا : انه إذا كان المتعلق هو الوجود الذهني فهو الوجود الذهني الذي تحقق في ذهن الآمر وهذا غير مقدور للمكلف تحصيله.
وثالثا : مخالفته للوجدان فإن من طلب طبيعة من عبده لا يريد منه وجودها الذهني ، ولا يعقل ـ أيضا ـ ان يكون المتعلق للطلب هو وجودها العيني الخارجي ، لأن الوجود الخارجي بنفسه لا يعقل ان يكون متعلقا للطلب لأن الطلب من موجودات عالم النفس دون الخارج ، فلا بد ان يكون متعلقه مما يحصل في افقه وعالمه وإلّا انقلب الذهن خارجا أو الخارج ذهنا وهو واضح الفساد.
واما كون متعلق الطلب هو وجود الطبيعة الذهني الفاني في الوجود الخارجي ، بنحو فناء العنوان في معنونه وفناء الصورة في ذي الصورة فهو ـ أيضا ـ غير معقول ، إذ المطابق للصورة لا يعقل ان يكون معدوما في الخارج ، واذا كان موجودا يلزم طلب الحاصل ، اذ لا معنى لتعلق الطلب بالموجود ، فإن الطلب انما هو ليكون سببا للوجود ، فلا يعقل ان يتعلق بالموجود ولذلك كان الطلب الحاصل من المحالات الواضحة. هذا أولا.
وثانيا : ان الطلب إذا كان سببا للوجود والموجود لا يعقل ان يتحمل وجودا آخر ، فإن الموجود لا يكون موجودا فلا يتعلق الطلب بايجاد الموجود.