ثالثتها : إنه لا يوجب تعدد الوجه والعنوان تعدد المعنون ، ولا ينثلم به وحدته ، فإن المفاهيم المتعددة والعناوين الكثيرة ربما تنطبق على الواحد ، وتصدق على الفارد الذي لا كثرة فيه من جهة ، بل بسيط من جميع الجهات ، ليس فيه حيث غير حيث ، وجهة مغايرة لجهة أصلا ، كالواجب تبارك وتعالى ، فهو على بساطته ووحدته وأحديته ، تصدق عليه مفاهيم
______________________________________________________
ومن الواضح : ان المصالح والمفاسد انما تكون في الموجود الخارجي الذي هو منبع الآثار أو في الماهية المتحيثة بحيثية الجعل والتكوين ، وليس وجود الماهية ذهنا ولا حيثيتها الذهنية مما تقوم بهما المصالح والمفاسد ، ولا الماهية من حيث هي هي ايضا مما تقوم بها المصالح والمفاسد ، فلا الماهية ولا وجودها الذهني مما تتعلق بهما الاغراض وانما الاغراض تقوم بما هو الخارج.
واما العنوان فلأنه لا خارجية له اصلا ، وانما الخارجية لمنشا انتزاعه ومعنونه فهو الحامل للغرض الداعي إلى الأمر والنهي ، فمتعلق غرض المولى هو فعل المكلف الموجود خارجا الذي خارجيته بوجوده بناء على اصالة الوجود ، أو بحيثيته المكتسبة من الجاعل بناء على أصالة الماهية.
واما المفهوم سواء كان ماهيته المتصورة أو عنوانه فهو مرآة دالة للموجود الخارجي والمعنون الخارجي ، والى هذا اشار بقوله : ((ضرورة ان البعث ليس نحوه)) أي ليس نحو اسم الشيء ولا نحو عنوانه ((والزجر لا يكون)) ايضا ((عنه وانما يؤخذ)) الاسم والعنوان ((في متعلق الاحكام آله للحاظ متعلقاتها)) وهي الموجودات الخارجية التي هي المسميات والمعنونات ((و)) لاجل ((الاشارة اليها بمقدار الغرض منها والحاجة اليها)) من السعة والضيق لما هو الموجود في الخارج من افرادها ومعنوناتها ((لا بما هو هو وبنفسه وعلى استقلاله وحياله)) من الاسم والعنوان.