وإن ذهب بعض الاصحاب إلى عدم حجية ظاهر الكتاب (١) ، إما بدعوى اختصاص فهم القرآن ومعرفته بأهله ومن خوطب به ، كما يشهد به ما ورد في ردع أبي حنيفة وقتادة عن الفتوى به (٢).
______________________________________________________
(١) هذا هو المقام الرابع ، وهو دعوى بعض اصحابنا الاخباريين باختصاص حجية ظواهر الكتاب الكريم بخصوص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والائمة الطاهرين ، ولا حجيّة لظواهر الكتاب بالنسبة الى غيره ، فلا يصح من غيرهم التمسك بظواهره.
(٢) لا يخفى ان المنقول عنهم في مقام الاستدلال على عدم حجية ظواهر الكتاب لغير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والائمة عليهمالسلام اكثر مما ذكره في الكتاب ، الّا ان المهم منها هذه الوجوه الخمسة :
اولها : دعوى اختصاص فهم القرآن. لا يخفى ان هذا يمكن ان يرجع الى منع اصل الظهورات الكتابية ، وانه ليس للكتاب ظواهر بدعوى : ان بناء العقلاء انما هو في حجية الظهور لمن خوطب به ، اما غير المخاطب به فليس للعقلاء بناء على حجيّته.
ومن الواضح ان المخاطب بالقرآن هم عليهم الصلاة والسلام ، وهذه الدعوى تشبه ما ذهب اليه المحقق القمي في اختصاص الظهور بالمقصود بالافهام.
ويرد عليها ، اولا : انه لا وجه لاختصاص هذا بالكتاب ، بل لا بد ان يعمّ الاحاديث ، بل وكل الظهورات.
وثانيا : ما اورد على المحقق القمي بمنع اختصاص بناء العقلاء في حجية الظهور بمن خوطب به فراجع.
ويمكن ان يكون المراد منه ان ظواهر الكتاب بالخصوص مختصة بهم عليهم الصلاة والسلام ، لانه لم يرد منها ما هو ظاهرها ، ويكون المراد من قولهم لا يفهم القرآن الّا من خوطب به هو ان المراد بالقرآن معان غير ما هو ظاهرها ، ولا يفهم