الامر الثاني : إنه لا يخفى اختلاف نقل الاجماع ، فتارة ينقل رأيه عليهالسلام في ضمن نقله حدسا كما هو الغالب ، أو حسّا وهو نادر جدا ، وأخرى لا ينقل إلّا ما هو السبب عند ناقله ، عقلا أو عادة أو اتفاقا ، واختلاف ألفاظ النقل أيضا صراحة وظهورا وإجمالا في ذلك ، أي في أنه نقل السبب أو نقل السبب والمسبب (١).
______________________________________________________
(١) يتضمن هذا الامر الثاني بيان امور ثلاثة :
الاول : ان ناقل الاجماع تارة ينقل السبب والمسبب ، كما اذا قال اجمعت الامة حتى المعصوم عليهالسلام.
واخرى ينقل السبب وحده كما اذا قال اجمعت فتاوى اصحابنا ، والى هذا اشار بقوله : «فتارة ينقل رأيه عليهالسلام في ضمن نقله» الى ان قال «واخرى لا ينقل إلّا ما هو السبب».
الثاني : ان الاجماع الدخولي حسي كالتشرفي ، والاجماع اللطفي والعادي والاتفاقي حدسي ، والى هذا اشار بقوله : «حدسا كما هو الغالب» فان الغالب كما في زمان الغيبة هو الاجماع المبني على الحدس وهو اللطفي والاتفاقي مثلا ، والى الدخولي والتشرفي المبنيين على الحس اشار بقوله : «او حسا وهو نادر جدا» بل الاجماع الدخولي في الغيبة مستحيل عادة.
الثالث : ان الفاظ نقل الاجماع مختلفة في الصّراحة والظهور والاجمال بالنسبة الى نقل السبب والمسبب.
فالصريحة كالعبارة المتقدمة وهي اجمعت الامة حتى المعصوم ، فانها صريحة في نقل السبب والمسبب.
والظاهرة في نقلهما كما اذا قال الناقل اجمعت الامة ولم يصرح بدخول المعصوم ، فان لهذه العبارة ظهورا في دخول الامام عليهالسلام ايضا.