والجواب : أما عن الآيات ، فبأن الظاهر منها أو المتيقن من إطلاقاتها هو اتباع غير العلم في الاصول الاعتقادية ، لا ما يعم الفروع الشرعية (١) ،
______________________________________________________
الباطل غير الصحيح ، والى هذا اشار بقوله : «او على بطلان ... الى آخر الجملة».
ومنها ما دل على النهي عن قبول الخبر الذي لا يوافق الكتاب ، فان النهي لا يكون إلّا عمّا هو غير حجة ، اذ لا يعقل النهي عن قبول ما هو الحجة ، والى هذا اشار بقوله : «او على النهي ... الى آخر الجملة».
قوله (قدسسره) : «او السنة ... الخ» المراد من السنة هي السنة النبوية المقطوع بها.
قوله (قدسسره) : «الى غير ذلك ... الخ» كالاخبار الدالة على ان ما خالف الكتاب يضرب به عرض الجدار او ما خالف قول ربنا لم نقله.
قوله (قدسسره) : «والاجماع ... الخ» قد ادعى السيد الاجماع على عدم حجيّة الخبر الواحد وانه من ضروريات المذهب وان العمل بالخبر الواحد عند الشيعة كالعمل بالقياس المعلوم من مذهب الشيعة عدم صحة العمل به.
(١) من الآيات التي استدل بها هي قوله : (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً.)
والجواب عنها اولا : ان المنصرف من هذه الآية هو الظن في اصول الدين ، اما لان السياق فيها يقتضي ذلك لانها واردة في سياق قوله تعالى في سورة النجم (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى * وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)(١) والسياق شاهد على ان الظن الذي لا يغني عن الحق شيئا هو الظن في اصول الدين ، فان قوله (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) شاهد على ان المراد عدم اغناء ظن الذين لا يؤمنون بها ، وقوله (لَيُسَمُّونَ
__________________
(١) النجم : الآية ٢٧ ـ ٢٨.