فصل
في الآيات التي استدل بها : فمنها : آية النبأ ، قال الله تبارك وتعالى : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (١). ويمكن تقريب الاستدلال بها من
______________________________________________________
واما الاجماع المنقول فأولا : لا دليل على حجيّته لانه من الحدسيات لا الحسيات.
وثانيا : انه لو قام الدليل على حجيته فلا يعقل ان يشمل الاجماع المنقول على عدم حجية الخبر ، لان دليل حجية الاجماع المنقول هو شمول ادلة اعتبار حجية الخبر الواحد له ، ولا يعقل ان يكون دليل اعتبار حجية الخبر شاملا لما يقتضي عدم حجية الخبر وعدم اعتباره فانه يلزم من وجوده عدمه.
وثالثا : بانه معارض اجماع السيد باجماع الشيخ الذي ادعاه على حجية الخبر الواحد.
ورابعا : ان اجماع السيد موهون بذهاب المشهور الى خلافه ، فان الاجماع المدعى اذا خالفه المشهور يسقط عن الاعتبار لو كان بأي وجه من الوجوه المذكورة للاجماع ، لوجود مجهول النسب في المشهور ، وعدم تأتي اجتماع العصر مع مخالفة المشهور.
وعدم صحة دعوى الاجماع العادي والاتفاقي مع مخالفة المشهور واضح ايضا.
فاجماع السيد لو لم يكن له معارض لكان موهونا بمخالفة المشهور له ، فكيف يكون حاله مع المعارضة.
وقد اشار الى عدم كونه من المحصّل بقوله : «المحصّل منه غير حاصل» واشار الى المناقشة الاولى في المنقول بقوله : «والمنقول منه الى آخر الجملة» والى المناقشة الثانية بقوله : «خصوصا في المسألة» والى الثالثة بقوله : «مع انه معارض بمثله» والى الرابعة بقوله : «وموهون بذهاب المشهور الى خلافه».
(١) من الآيات التي استدل بها على حجية الخبر الواحد اذا كان المخبر عادلا قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ