فافهم (١).
ومنها : آية الاذن ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين فإنه تبارك وتعالى مدح نبيه بأنه يصدق المؤمنين ، وقرنه بتصديقه تعالى (٢). وفيه :
______________________________________________________
(١) يمكن ان يكون اشارة الى عدم ورود الايراد على الشيخ (قدسسره) لان نظره (قدسسره) الى ان الآية مختصة بوجوب قبول الفتوى من حيث انها انما تدل على قبول جواب المسئول لان جوابه مستند الى فكره ورويته ، فالعالم الذي هو مصداق اهل الذكر اذا كان راويا كان له حيثيتان : الجواب المستند الى سماعه وروايته والجواب المستند الى فكرة ورويته ، والآية انما تدل على خصوص قبول جوابه المستند الى رويته وفكره ، ولا تعرض فيها ولا دلالة على قبول جوابه المستند الى سماعه وروايته ، فيكون الاشكال عليه بان اهل الذكر يكون راويا ايضا ، ولا فصل بينه وبين غيره من الرواة في غير محله.
ولا بد في الاشكال عليه بان يقال : انا نمنع اختصاص اهل الذكر بخصوص العالم الذي يكون جوابه عن فكر وروية لا عن رواية ، بل المراد من اهل الذكر هم اهل المعرفة بالواقع ، والحق وكما تكون المعرفة للحق والواقع عن فكر وروية كذلك تكون بالسماع ممن لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى ، فان الناقل كلامه والراوي له راو للحق والواقع ، بل هو اولى بان يكون من اهل الذكر لقلة خطأ النقل للكلام من الناقل ، واما فكر العالم ورويته حيث انه لا عصمة لغير من عصمه الله فالخطأ فيه اكثر ، فالآية لو تمت دلالتها على وجوب قبول الجواب من المسئول سواء افاد العلم ام لا لكانت دالة على حجية خبر العادل.
(٢) هذه هي الآية الخامسة التي استدل بها لحجية الخبر وهي قوله تعالى في سورة براءة (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ