فصل
في الوجوه العقلية التي أقيمت على حجية الخبر الواحد (١).
أحدها : إنه يعلم إجمالا بصدور كثير مما بأيدينا من الاخبار من الائمة الاطهار عليهمالسلام بمقدار واف بمعظم الفقه ، بحيث لو علم تفصيلا ذاك المقدار لانحل علمنا الاجمالي بثبوت التكاليف بين الروايات وسائر الامارات الى العلم التفصيلي بالتكاليف في مضامين الاخبار الصادرة المعلومة تفصيلا والشك البدوي في ثبوت التكليف في مورد سائر الامارات غير المعتبرة (٢).
______________________________________________________
وقد عرفت ان الآيات لا دلالة لها بالفعل على المنع عن الامضاء لدوريتها ، فتكون السيرة بحسب هذا الوجه حجة من دون مزاحم على الاخذ بخبر الثقة ومخصصة لعموم الآيات.
(١) قد ذكروا وجوها ثلاثة عقلية لحجية خبر الواحد ، وبالجملة ان القائلين بحجية خبر الواحد استدلوا لذلك بالكتاب وهي الآيات المتقدمة كآية النبأ وآية النفر ، وبالسنة وهي الاخبار التي مرّ التعرّض لها ، وبالاجماع وقد تقدم من المصنف بيانه ايضا بوجوه ثلاثة آخرها السيرة العقلائية ، وبالعقل وهو ايضا قد ذكر بطرق ثلاثة.
(٢) لا يخفى ان هذا الوجه الاول قد قرّره الشيخ الاعظم في رسائله على صورة غير هذه الصورة التي ذكرها المصنف ، وحاصل ما ذكره الشيخ (قدسسره) مركب من مقدمات : الاولى : انا نعلم اجمالا بوجود احكام واقعية كثيرة في ضمن هذه الطرق من خبر الواحد والشهرة والاجماعات المنقولة.
الثانية : انا نعلم اجمالا ايضا بصدور اخبار كثيرة فيما بأيدينا من الاخبار ، وقد تضمنت احكاما واقعية.
الثالثة : ان تلك الاخبار قد تضمنت احكاما الزامية مخالفة للاصول النافية للتكليف.