(وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الآية (١) ، ولا لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
______________________________________________________
كما دل الدليل الشرعي على وجوب معرفة الامامة ، ولو فرض كونها من المناصب غير الالهية ، وعلى وجوب معرفة المعاد الجسماني.
(١) لا يخفى انه قد استدل باطلاق ادلة اربعة على وجوب معرفة كل ما شك في وجوب معرفته ، ولذلك اشار المصنف اليها والى اجوبتها.
الدليل الاول : اطلاق الآية وهي قوله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(١).
ويتوقف الاستدلال بهذه الآية المباركة على كون المراد من قوله (لِيَعْبُدُونِ) هو ليعرفون ، كما يظهر من اطباق المفسرين على ان المراد من ليعبدون هو ليعرفون ، وانما عبر عن المعرفة بالعبادة لان العبادة هي لازم المعرفة او هي بنفسها عبادة. ووجه الاستدلال بها على هذا هو دلالة الآية على ان الغاية للخلق هي المعرفة ، وما كان هو الغاية لأصل الخليقة فوجوبه على الخلق من اوضح الاشياء ، فالمعرفة لما كانت هي الغاية فهي الواجبة ، وحيث حذف متعلق المعرفة في الآية ولم تقيد المعرفة بشيء فيها فلها اطلاق يشمل كل ما شك في وجوب معرفته.
والجواب عنها : هو ان النون في قوله (لِيَعْبُدُونِ) هي نون الوقاية لا نون الجمع ، لوضوح ان الفعل من الافعال الخمسة الذي يكون نصبه بحذف النون ، فنون الجمع فيه محذوفة ، وهذه النون الموجودة هي نون الوقاية ، ونون الوقاية هي اللاحقة للفعل لتقيه من كسرة ياء المتكلم التي لا بد من كسر ما قبلها ، وبعد اتصال ياء المتكلم بالفعل يكون المتحصل من الآية هي الدلالة على وجوب معرفته تبارك وتعالى فقط ، ولا يكون لها اطلاق يشمل غير معرفته ، فضلا عن ان يكون اطلاقها شاملا لكل ما شك في وجوب معرفته.
__________________
(١) الذاريات : الآية ٥٦.