إنما هو بصدد بيان الطريق المتوسل به إلى التفقه الواجب ، لا بيان ما يجب فقهه ومعرفته ، كما لا يخفى ، وكذا ما دل على وجوب طلب العلم إنما هو بصدد الحث على طلبه ، لا بصدد بيان ما يجب العلم به (١).
ثم إنه لا يجوز الاكتفاء بالظن فيما يجب معرفته عقلا أو شرعا ، حيث أنه ليس بمعرفة قطعا ، فلا بد من تحصيل العلم لو أمكن (٢) ، ومع العجز
______________________________________________________
(١) شروع في الاشارة الى الاجوبة عن الادلة المذكورة ، فاشار الى الجواب عن الآية الاولى بقوله : «ان المراد من (لِيَعْبُدُونِ) هو خصوص عبادة الله ومعرفته» لان النون نون الوقاية ، ولازمها كون الواجب هو خصوص معرفة الله ، فلا اطلاق فيها يشمل غيرها مما شك في وجوب معرفته.
واشار الى الجواب عن الحديث النبوي بقوله : «والنبوي ... الى آخر الجملة» وقد مرّ بيانه.
واشار الى الجواب عن آية التفقه بقوله : «ومثل آية النفر انما هو بصدد بيان الطريق ... الى آخر الجملة» وقد مر ايضا تفصيله.
واشار الى الجواب عما دل على وجوب طلب العلم بقوله : «انما هو بصدد الحث ... الى آخره» وقد مر ايضا توضيحه.
(٢) لا يخفى ان ما تقدم من الكلام كان في عدم كفاية الظن في اصول الدين ، والآن يشرع في الدليل على عدم الكفاية ، وقوله : «ثم انه لا يجوز الاكتفاء بالظن» ... شروع في الدليل على عدم الكفاية.
وحاصله : ان العقل والنقل دلا على لزوم المعرفة وهي العلم ، ولذلك لا يجوز الاكتفاء بالظن فيما وجب معرفته والعلم به عقلا كمعرفته تبارك وتعالى ، لأن العلم هو الهيئة النورانية التي تتجوهر بصورتها النفس المجردة من الظلمة ، وهو التصديق والاذعان النفسي ، وهو حقيقة الايمان الموجب للخلود في نعيم الآخرة ، وهو المعرفة التي اوجبها العقل ، ومن الواضح ان الظن لكونه مشوبا باحتمال الخلاف لا يكون