من الاخبار الواردة بألسنة مختلفة (١).
______________________________________________________
هذه بعض من الاخبار الدالة على التوقف بالمطابقة ، وفيها ما ورد فيه التعليل بان الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في المهلكة.
واما ما دلّ على التوقف التزاما فالاخبار الدالة على وجوب الردّ اليهم عليهمالسلام وبالكف والتثبت من دون ذكر فيها للامر بالتوقف فانها مما تدلّ بالالتزام على لزوم التوقف ، كموثقة حمزة بن الطيار (انه عرض على ابي عبد الله بعض خطب ابيه عليهالسلام حتى اذا بلغ موضعا منها قال له عليهالسلام كف واسكت ، ثم قال ابو عبد الله عليهالسلام انه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون الّا الكف عنه والتثبت والرد الى أئمة الهدى عليهمالسلام حتى يحملوكم فيه الى القصد ويجلوا عنكم فيه العمى ويعرفوكم فيه الحق ، قال الله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(١) ومثلها اخبار أخر ، فان الاخبار الدالة بالمطابقة على وجوب الكفّ والتثبّت والردّ اليهم عليهمالسلام تدلّ بالالتزام على لزوم التوقف. والى ما ذكر من الاخبار اشار بقوله : «الدالة عليه» أي على التوقف «مطابقة او التزاما».
(١) الاخبار الدالة على الاحتياط وردت بألسنة مختلفة ايضا ، بعضها دال على الاحتياط مطابقة ، ومنها الصحيح الوارد عن ابي الحسن الرضا عليهالسلام قال : (قال امير المؤمنين عليهالسلام لكميل بن زياد : اخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت) (٢).
ومنها ما عن خط الشهيد (قدسسره) عن ابي عبد الله عليهالسلام يقول في آخر الحديث : (... وخذ الاحتياط في جميع امورك) (٣).
ومنها المرسل عن الشهيد ايضا وهو قوله عليهالسلام (لك ان تنظر الحزم وتأخذ بالحائطة لدينك) (٤) فهذه الاخبار وامثالها تدل على الاحتياط لزوما بالمطابقة لدلالة
__________________
(١) الكافي ، ج ١ ، ص ٥٠.
(٢) الوسائل ، ج ١٨ ، ص ١٢٣.
(٣) الوسائل ، ج ١٨ ، ص ١٢٧.
(٤) عوالي اللآلي ، ج ١ ، ص ٣٩٥.