الدين ، أو بما هم عقلاء ولو لم يلزموا بدين ، كما هم لا يزالون يعملون بها في غير الامور الدينية من الامور العادية ، فيرجع إلى ثالث الوجوه (١) ، وهو دعوى استقرار سيرة العقلاء من ذوي الاديان وغيرهم على العمل بخبر الثقة ، واستمرت إلى زماننا ، ولم يردع عنه نبي ولا وصي نبي ،
______________________________________________________
(١) اورد المصنف على هذا الوجه في تقرير الاجماع إيرادين :
الاول : هو ما اورده على التقرير الاول ، وهو ان عمل العلماء غير متفق على ملاك واحد ، فان عمل بعضهم مستند الى اعتبار خبر الثقة ، وعمل بعضهم بحجية خبر العادل او خصوص المعدل بعدلين.
والثاني : ان العمل دليل صامت ، وكما يحتمل ان يكون عملهم يستند الى سيرة المتشرعة وانهم يعملون بما هم متشرعة حتى تتصل بعمل الشارع نفسه ، يحتمل ايضا ان يكون مستندهم في عملهم بناء العقلاء وسيرتهم بما هم عقلاء على العمل بخبر الواحد الممضاة من قبل الشارع ولو بعدم الردع ، فيرجع هذا الوجه الى الوجه الثالث الآتي في تقرير الاجماع.
وقد اشار اليهما بقوله : «وفيه مضافا الى ما عرفت مما يرد على الوجه الاول» من منع اتفاقهم على امر واحد في عملهم «انه لو سلم اتفاقهم على ذلك» أي لو سلم اتفاقهم في مقام العمل على امر واحد وهو الاخذ بخبر الثقة مثلا إلّا انه «لم يحرز انهم اتفقوا» على العمل به «بما هم مسلمون ومتدينون بهذا الدين» حتى تكون سيرتهم سيرة متشرعية «او» انهم انما اتفقوا على العمل به لانهم عقلاء ، فان العقلاء «بما هم عقلاء ولو لم يلتزموا بدين» يعملون بخبر الثقة «كما» ان العقلاء بما «هم» عقلاء «لا يزالون يعملون بها» أي بهذه السيرة العقلائية «في غير الامور الدينية من الامور العادية».
وعلى هذا الاحتمال «فيرجع» تقرير الاجماع على هذا الوجه الثاني «الى» تقريره على «ثالث الوجوه».