بإتيان الاكثر (١) ، لتنجزه به حيث تعلق بثبوته فعلا (٢).
______________________________________________________
اتيان الاقل لا يترتب عليه الصحة ولا الثواب ، لانه لا يكون هو المامور به واقعا الذي يترتب عليه الاثر ، لان معنى الارتباطية هو عدم حصول المامور به ولو بفقد بعض جزء واحد من اجزائه فضلا عن فقد الجزء الواحد.
وقد اتضح مما ذكرنا : ان العلم الاجمالي في الاقل والاكثر الاستقلاليين منحلّ الى علم تفصيلي بالاقل وشك بدوي في الزائد عليه ، فيكون الزائد الذي هو منشأ انتزاع عنوان الاكثر مجرى للبراءة ولا خلاف فيه وليس هو محل الكلام بين الاعلام ، ولذلك خصّ البحث في المقام الثاني بالاقل والاكثر الارتباطيين لانه هو محل الكلام بين الاعلام في جريان البراءة في الزائد وعدم جريانها فيه.
(١) توضيحه : ان الاقوال في دوران الامر بين الاقل والاكثر الارتباطيين ثلاثة :
ـ جريان البراءة العقلية والنقلية في الزائد.
ـ وعدم جريانهما لا عقلا ولا نقلا.
ـ والتفصيل بعدم جريان البراءة العقلية وجريان البراءة النقلية فيه ، وهو مختار المصنف في الكتاب .. ولذا جعل الكلام في موردين :
الاول البراءة العقلية ، ومختاره عدم جريانها فيه ، بل يجب الاحتياط عقلا بلزوم الاتيان بالاكثر ، ولذا قال (قدسسره) : ((الحق ان العلم الاجمالي بثبوت التكليف بينهما)) أي بين الاقل والاكثر الارتباطيين ((ايضا)) أي كما في العلم الاجمالي بالمتباينين ((يوجب الاحتياط عقلا باتيان الاكثر)).
(٢) أي انما وجب الاحتياط عقلا باتيان الاكثر لانه علم اجمالي بثبوت تكليف فعلي منجز مردد بين كونه هو الاقل او انه هو الاكثر مع كونه من الارتباطي ، ولم يكن هذا العلم الاجمالي بالتكليف الفعلي المنجز منحلا الى علم تفصيلي وشك بدوي ، فلا بد من الاحتياط ، لانه حيث لا ينحل العلم اجمالي وقد كان فعليا منجزا فاشتغال الذمة به يقينا يستلزم الفراغ اليقيني عنه ، ولا يكون ذلك إلّا باتيان الاكثر فيجب