أجر ذلك له ، وإن كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقله ظاهرة في أن الاجر كان مترتبا على نفس العمل الذي بلغه عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه ذو ثواب (١) ، وكون
______________________________________________________
(١) لما انجر الكلام الى اخبار من بلغ ... شرع المصنف في ما يستفاد منها ، وانه هل هو جعل الحكم الاستحبابي على طبق مؤدى الخبر البالغ ، أو ان المستفاد منها هو اعطاء الثواب على الانقياد والاتيان برجاء الواقع والتماسه ، او ان المتحصل منها جعل الحجية للخبر الضعيف؟
الذي يظهر من المشهور هو الاول لافتائهم باستحباب العمل الذي ادى اليه الخبر الضعيف ، وهو مختار المصنف ايضا ، واستظهر الشيخ الاعظم في رسالة التسامح الثاني.
واما الثالث فواضح الضعف لانه لو كان الغرض فيها للشارع جعل الحجية للخبر الضعيف ، لقال : ان الراوي للثواب على عمل قد جعلت روايته حجة او امثال هذه العبارة ، لا قوله : ان من عمل على طبق ما بلغه كان ذلك الثواب له وان كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقله ، فان ديدن الشارع في مقام جعل الحجية ان يقول ان ما دلت عليه الحجة هو الواقع ، كما في مثل قوله عليهالسلام : (العمري وابنه ثقتان فما أديا اليك عني فعني يؤديان) (١).
ويبقى الامر دائرا بين ما استظهره المصنف تبعا للمشهور من جعل الحكم الاستحبابي النفسي على طبق مؤدى الخبر الضعيف بعنوان من بلغ ، وبين ما استفاده الشيخ الاعظم وهو اعطاء ثواب العمل البالغ لاجل الانقياد ، ولازم مختاره (قدسسره) هو عدم الحكم وعدم الامر الاستحبابي المولوي ، واذا كان هناك امر فهو ارشادي محض.
__________________
(١) الكافي ج ١ ، ص ٣٣٠.