وقد ذكر فإنه على يقين للتمهيد (١).
______________________________________________________
بالانشاء ، ولذا قال (قدسسره) : ((واحتمال ان يكون الجزاء هو)) نفس ((قوله فانه على يقين ... الخ)) ولا يكون الجزاء محذوفا فهو احتمال ((غير سديد)) لما عرفت من انحصار كون نفس قوله (فانه على يقين من وضوئه) جزاء بتأويله بالانشاء ، والى هذا اشار بقوله : ((فانه لا يصح إلّا بارادة لزوم العمل على طبق يقينه)) بتأويل كون المراد من قوله (فانه على يقين من وضوئه) الى انشاء الامر ببقاء الوضوء الذي مرجعه الى عدم وجوب الوضوء ، وقد عرفت ايضا بعد هذا الاحتمال ، واليه اشار بقوله : ((وهو الى الغاية بعيد)).
(١) هذا هو المحتمل الثالث المشار اليه في المتن ، وهو ان يكون قوله : (فانه على يقين من وضوئه) ليس جزاء ولا علة للجزاء ، بل تمهيدا للجزاء ، والجزاء هو قوله (ولا ينقض اليقين بالشك) ، ويكون تقدير الكلام على هذا انه ان لم يستقن انه قد نام حيث انه على يقين من وضوئه فلا ينقض اليقين بالشك. ولا يخفى ان هذا بعيد جدا مخالف لما عليه استعمالات اهل اللسان ، فان مدخول الفاء اما ان يكون جزاء بنفسه او قائما مقام الجزاء ، واما ان يكون تمهيدا لجزاء مذكور بعده فلا يساعد عليه مبنى الاستعمالات في مقام الجزاء والشرط ، فانه اذا كان الغرض منه التمهيد لا يكون مدخولا للفاء ، وينبغي ان يقول هكذا : وإلّا حيث انه على يقين من وضوئه فلا ينقض اليقين.
مضافا الى مناف آخر وهو عدم صحة عطف ما هو الجزاء بالواو على مدخول الفاء مع فرض كونه ليس بجزاء ، ولذا قال (قدسسره) : ((وابعد منه)) أي ابعد من المحتمل الثاني هذا الثالث وهو ((كون الجزاء قوله لا ينقض ... الخ وقد ذكر فانه على يقين للتمهيد)) لبعد كون مدخول الفاء ليس بجزاء ولا قائما مقامه ، وبعد عطف الجزاء بالواو على ما هو غير جزاء بل هو تمهيد للجزاء.