سهل بن زياد الآدمي ، عن ابن محبوب ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قال رجل عنده. ( الله أكبر ) فقال : الله أكبر من أي شيء؟! فقال : من كل شيء فقال أبو عبد الله عليهالسلام : حددته ، فقال الرجل : كيف أقول؟ فقال : قل : الله أكبر من أن يوصف.
٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضياللهعنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن مروك بن عبيد (١) عن جميع بن عمرو (٢) قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : أي شيء ( الله أكبر )؟! فقلت : الله أكبر من كل شيء ، فقال : وكان ثم شيء فيكون أكبر منه؟! فقلت : فما هو؟ قال : الله أكبر من أن يوصف (٣)
٤٧ ـ باب معنى ( الأول والآخر )
١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمهالله قال : حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذنية ، عن محمد بن حكيم ، عن الميمون البان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام وقد سئل عن قوله عزوجل : هو الأول والآخر ، فقال عليهالسلام : الأول لا عن أول كان قبله ولا عن بدئ سبقه ، والآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفة المخلوقين ، ولكن قديم أول آخر لم يزل ولا يزال بلا بدء ولا
__________________
١ ـ في نسخة ( د ) و ( ب ) ( هارون بن عبيد ).
٢ ـ في معاني الأخبار والكافي باب معاني الأسماء في حاشية نسخة ( و ) جميع بن عمير.
٣ ـ حاصل بيانه عليهالسلام في هذا الباب أن وصفه تعالى بأنه أكبر من الأشياء يستلزم أن يكون مبائنا عنها بحيث يكون بينه وبينها حد فاصل ليتصور هو بحده وهي بحدودها فيحكم بأنه أكبر منها ولولا الحد بين الشيئين لا يتصور الأكبرية والأصغرية بينهما مع أنه تعالى مع كل شيء قيوما قائما كل شيء به بحيث يضمحل الكل في جنبه تعالى ، وإلى هذا أشار عليهالسلام بقوله استنكارا : ( وكان ثم شيء الخ ) فتدبر ، فهو أكبر من أن يوصف لامتناع محدوديته واضمحلال كل محدود في جنب عظمته وكبريائه.