٦٥ ـ باب ذكر مجلس الرضا علي بن موسى عليهماالسلام
مع أهل الأديان وأصحاب المقالات مثل الجاثليق
ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين والهربذ الأكبر
وما كلم به عمران الصابئ في التوحيد عند المأمون
١ ـ حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي ثم الإيلاقي رضياللهعنه ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقة القمي ، قال : حدثني أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي ، قال : حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي ثم الهاشمي ، يقول : لما قدم علي بن موسى الرضا عليهماالسلام ، إلى المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين والهربذ الأكبر وأصحاب زردهشت وقسطاس الرومي (١) والمتكلمين ليسمع كلامه وكلامهم ، فجمعهم الفضل بن سهل ، ثم أعلم
__________________
١ ـ قد مضى تفسير الجاثليق في أول الباب السابع والثلاثين ص ٢٧٠. ورأس الجالوت كأنه اسم لصاحب الرئاسة الدينية اليهودية ، وكونه علما للشخص محتمل. والأقوال في تفسير الصابئين كثيرة ، قال في مجمع البحرين : وفي حديث الصادق عليهالسلام : سمى الصابئون لأنهم صبوا إلى تعطيل الأنبياء والرسل والشرائع وقالوا : كل ما جاؤوا به باطل ، فجحدوا توحيد الله ونبوة الأنبياء ورسالة المرسلين ووصية الأوصياء ، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول. ويظهر من مقالات عمران الصابي الآتي احتجاجه مع الرضا عليهالسلام هذا التفسير. والهربذ كالزبرج صاحب الرئاسة الدينية المجوسية ، قال في أقرب الموارد : الهربذة قومة بيت النار للهند وهم البراهمة ، وقيل : عظماء الهند ، وقيل : علماؤهم ، وقيل : خدم نار المجوس ، الواحد ( هربذ ) فارسية. وأصحاب زردهشت فرقه من المجوس ، وهو زردهشت بن يورشب ظهر في زمان كشتاسب بن لهراسب ، وأبوه كان من آذربيجان ، وأمه من الري ، واسمها دغدويه ، كذا في الملل والنحل للشهرستاني ، وأكثر المجوس اليوم بل كلهم ينتسبون إليه ، وفي بعض النسخ : ( زرهشت ) بحذف الدال ، وفي الملل والنحل وبعض المؤلفات : زردشت بحذف الهاء كما يتلفظ اليوم. وقسطاس بالقاف كما في الكتاب ، وفي البحار وحاشية نسخة