هذه الأرض نحو قاعدة بر مصر المتوسطة أي على عرض النيل وكلما اتجهت نحو الشمال أخذت في ازدياد السمك حتى تصل إلى القاهرة فهي واضحة في المقطم ؛ ولذا سميت بأرض المقطم ، وتنقسم إلى ثلاث طبقات رئيسة :
الأولى : الطفل الفخاري مع الرمل السفلي.
والثانية : الدبش.
والثالثة : الحجر الجيري السليسي ، وقد كشفت بقايا الحيوانات الثديية الحفرية التي لا يوجد ما يشبهها الآن في الطبقة الجصية من بعض جبال.
(في حفريات الأرض الثالثة السفلى):
قد خلقت في هذه المدة حيوانات ثديية وطيور وزواحف ، كالتماسيح والسلاحف ، وأسماك وحيوانات رخوة وحشرات والحيوانات الثديية ذات الجلد الثخين ، هي أول الحيوانات التي ظهرت في المدة المذكورة ، وكانت عديدة ، ثم خلقت بعدها أنواع الخفاش ، ثم الحيوانات القرّادة لكن الحيوانات المميزة التي هي القسم الأكثر عددا من الحيوانات الثديية التي تعيش في زمننا هذا لم تكن موجودة في المدة المذكورة ، وذلك كالإبل والبقر والغنم ، أي الضأن والمعز والغزلان ، وكذا الخيول لم تكن موجودة ولم تظهر إلا في انتهاء الزمن الثالث ، وكذا القنافذ لم توجد في الأرض المقابلة للمدة المذكورة مع أن زمننا هذا لا يوجد فيه إلا عدد قليل من الأنواع ذوات الجلد الثخين ، والحيوانات ذوات الجلد الثخين المعروفة جيدا تشبه الفيلة ، وفي الزمن المذكور خلقت الحيوانات القيطسية أي الثديية البحرية كالدرفيل والقيطس ، وكانت أوصافها مخالفة لأوصاف الحيوانات القيطسية التي تعيش الآن ، وكانت الأسماك كثيرة في المدة المذكورة.
(الكلام على الأرض الثالثة والوسطى المسماة ميوسين)
تتكون هذه الأرض من رسوبات بحرية ورسوبات عذبة ، وتنقسم إلى طبقتين :
إحداهما : تسمى مولاس والثانية تسمى قالون ، فطبقة المولاس مكونة نحو قاعدتها من رمل كوراثي تارة يكون نقيا وتارة محتويا على قليل من الطفل ، وتحتوي على حجارة رملية قد تكون مختلطة بحجارة جيرية تستخرج من معاملها لتبليط الطرق ، وهذه الطبقة بحرية ومغطاة