برسوب بنسبة للمياه العذبة مكون من حجر ضارب للبياض سليسي قليلا يخالطه طفل رملي يحتوي على كتل متفرقة من حجر جيري الطاحون ، وهو حجر جيري سليسي مسامي غالبا ينسب للماء العذب ، ومسامه تارة تكون دقيقة وتارة خليات متسعة مبطنة ببلورات من كربونات الجير ، وهذا الحجر الحجري وإن كان مساميا فهو ذو صلابة ومتانة فإذا طرق عليه سمع له رنين وانتشر له شرر ، وهو يتحمل تأثير الهواء والرطوبة فلا يتغير كثيرا وبسبب ذلك يستعمل للبناء تحت الماء ، وإذا عومل بحمض الكذاب حصل فيه فوران ورسب منه راسب مكون من السليسي ، ويندر أن يحتوي على قواقع حفرية ومنه تصنع أحجار الطواحين ، وهو يوجد على الجهة الجنوبية الشرقية للقلعة العامرة المصرية من البساتين إلى نحو ثلثي جبل الجيوشي ، وطبقة القالون مكونة من حجر جيري محتوي على قواقع ومساكن أخطبوطية متبددة يستعمل لتسميد الأراضي ، وقد وجد كثير من عظام سلاحف وطيور وحيوانات ثديية.
(في حفريات الأرض الثالثة الوسطى):
الصفة المميزة للمدة التي تكونت فيها الأرض الثالثة الوسطى هي اختلاطات النباتات الخاصة بالمنطقة الحارة من إفريقيا مع نباتات تنبت الآن في أوروبا ، وذلك كالنخيل والعناب ، وجملة أنواع من الفصيلة البقولية مختلطة بشجر الجوز والبلوط الخاصة بالمنطقة الحارة المعتدلة والباردة ، ويوجد سوى ذلك من أنواع الأشنا والتين والحور.
والحيوانات التي كانت تسكن الأرض القارة هي حيوانات ثديية وطيور وزواحف وأسماك ، وقد خلقت حيوانات ثديية جديدة في المدة المذكورة ، وهي أنواع من القردة والخفاش وحيوانات كاسرة وحيوانات ذات كيس بطني وحيوانات قرادة وطيور وزواحف كالأفاعي والضفادع والسمندل ، وكانت المياه العذبة مسكونة بأسماك كثيرة ، والحيوانات الثديية هي التي ينبغي البحث فيها عن الأنواع المهمة المميزة لهذه المدة وهذه الحيوانات عديدة وشهيرة بحجمها وأشكالها وقد خلقت منها جملة أجناس فنيت وانقرض نسلها ، وقد خلق فيها الفيل والفرس والدب والهرة والفأر والجندبادستر والتابير ، وهذه الحيوانات على قيد الحياة الآن ، وكان يوجد قردة وكانت البحار مسكونة بعدة حيوانات خلقت في المدة المذكورة أكثرها حيوانات رخوة كبيرة ، وكانت تحتوي على حيوانات قشرية ، ونباتات المدة المذكورة مشابهة لنباتات عصرنا هذا ، وقد تكون منها الخشب الحفري المنسوب إلى هذه الأرض ولم يستحل إلى فحم حجري ؛ لأنه إنما اندفن في الأرض جديدا ولم تؤثر فيه الحرارة