المركزية ولا ضغط الطبقات العديدة الأرضية المتراكبة ، وهذان الشرطان ضروريان في تكون الفحم الحجري الكثيف المندمج المنسوب للأراضي المتوسطة ، والخشب الحفري الذي يوجد في هذه الأرض والتي قبلها يستعمل وقودا في جملة من البلاد ، ويوجد الكهرباء في هذا الحفري ، وهو عبارة عن راتينج متلون قليلا بمضي الزمن عليه ، وكان يسيل من أشجار الزمن الثالث ، وأمواج بحر بلطق تأكل الخشب الحفري الذي يوجد في قاعه وتفصله ، ويتحصل هذا الجوهر من بحر بلطق منذ قرون وكثيرا ما توجد حشرات حفرية في باطن كتلة الكهرباء ، وهي محفوظة فيه بلونها ، وأشكالها فإن الكهرباء يمنعها من التعفن.
(في الأراضي الثالثة العليا المسماة بليوسين):
رسبت طبقات هذه الأرض فوق طبقات الأرض الثالثة الوسطى المسماة ميوسين ، ورسوباتها بحرية مكونة من حجارة جيرية ومارن نحو أسفلها ، ومن رمل نحو أعلاها فالحجارة الجيرية رملية بيضاء أو ضاربة للصفرة تحتوي على قواقع حفرية ذات صدفتين والمارن ضارب للزرقة يحتوي على قواقع عديدة يعيش أغلبها في بحارنا الآن ، والرمل يحتوي على حفريات كثيرة أيضا وخصوصا على كثير من قواقع.
(في المواد النافعة الموجودة في الأراضي الثالثة):
يوجد فيها طبقات قليلة السمك من حجر رملي ، أو من طفل متشرب بقليل من أوكسيد الحديد. وكتل صغيرة من رخام أصفر متوازعة في الطفل والمارن ، ويوجد فيها الفيروز الذي هو أسنان حفرية متشربة بفوسفات الحديد وأنواع مختلفة من العقيق وخشب متحجر سيما ساق النخيل كما في الغابة المتحجرة والمرمر الجصي وأملاح كبريتية والممغرة الحمراء المستعملة في النقش بالحمرة والجص والمتبلور والطفل النافع في قلع الدفر من الثياب ؛ لأنه يمتص المواد الدسمية وتصنع منه أنواع مختلفة من الأواني وحجارة الشبقات ، ويوجد فيها كثير من الكبريت والقار وبعض رسوبات من الخشب الحفري وحجارة الرحى.
ولما أتم الله تعالى خلقة الأرض وكونها تعالى من الأرض الأصلية والأرض الوسطى والأرض الثانية السفلى والأرض الثانية الوسطى والأرض الثانية العليا ، والأرض المتنوعة إلى ثلاث مدد توسين ميوسين وبليوسين خلق الله سبحانه وتعالى في هذا الزمن ، أي بعد أن أتم خلق هذه الأرضين الحيوانات الثديية وكائنات عضوية حديثة ، وقد قلنا : إن الحيوانات