(وثالثا) : أن الأجسام متساوية في الجسمية والحركة ؛ لأنه يصح تقسيم الجسم إلى الفلكي والعنصري والكثيف واللطيف والحار والبارد والرطب واليابس ومورد التقسيم مشترك بين كل الأجسام ، فالجسيمة قدر مشترك بين هذه الصفات والأمور المتساوية في الماهية يجب أن تكون متساوية في قابلية الصفات والحركة ، فإذا كل ما صح على جسم صح على غيره ، فإذا اختصاص كل جسم بما اختص به من المقدار والوضع والشكل والطبع والصغر والحركة لا بد وأن يكون من الجائزات وذلك يقضي بالافتقار إلى الصانع الحكيم القديم ولا بد أن نزيدك ايضاحا وبيانا لكروية الأرض لتتم الفائدة ولتكون على بصيرة فنقول :
(في بيان البندول)
البندول : هو آلة من جسم ثقيل ، ومن سلك متصل به ، ويكون لهذا البندول حامل مكون من أربع أعمدة متصل بعضها ببعض من الأعلى اتصالا تاما ، ومنفصل من الأسفل انفصالا متساويا فاليمينيان كل واحد يبعد عن صاحبه أربعة قراريط تقريبا ، واليساريان كذلك.
وأما نقطة البندول التي هي الوسطى فالبعد ما بينها وبين العمود اليميني الثاني أربعة قراريط أيضا وبينها وبين العمود اليساري الثاني أربعة أيضا فيكون بعد الوسطى ثمانية قراريط فإذا علق البندل في وسط ذلك الحامل انقسمت المسافة إلى خمس نقط نقطة البدل الوسطى وتسمى بها ، والنقطة الثانية هي نقطة العمود الثاني اليميني للبندول ، وتسمى النقطة اليسارية ، والنقطة الرابعة هي نقطة العمود اليميني والأخير ، وتسمى النقطة الوحشية اليمينية والنقطة الخامسة هي نقطة العمود الثاني اليساري الأخيرة وتسمى النقطة الوحشية اليسارية وهذه الأدلة معدة لبيان الاتجاه القمي وتعيين قوة الثقل وأقسام الزمن ، أو لبيان زاوية التباعد فإذا بعد البندول عن وضعه القمي قيل لذلك في الاصطلاح عمل زاوية التباعد فإذا رفع البندول من الأسفل إلى النقطة الأنسية أو الوحشية اليساريتين ، ثم ترك نزل إلى نقطته ، ثم صعد إلى النقطة الإنسية أو الوحشية اليمينيتين بواسطة السرعة التي اكتسبها بنزوله فقطع بهذه السرعة مسافة تساوي المسافة التي رفع إليها أولا ، ثم أخذ يرجع إلى النقطة الأنسية أو الوحشية اليساريتين ، ثم إلى النقطة الأنسية أو الوحشية اليمينيتين وهكذا راسما في حركاته أقواسا لا تتغير ، وكل من هذه الحركات يسمى ذبذبة ، والذبذبة إما كاملة أو نصفية ؛ والنصفية إما صاعدة أو نازلة فالنازلة من النقطة الأنسية أو الوحشية اليمينيتين ، وزمن الذبذبة : هو المدة التي يقطع فيها البندول قوس حركته ومن حيث إن البندول فيه قوة الرجوع إلى نقطة التباعد