(الرابع المطر):
هو أثر من الآثار العلوية يقع تأثيره على معظم الأرض ويرغب فيه أو يرهب منه على حسب الأسباب الكثيرة المقتضية لذلك ، وأغلب الأسباب المكونة للمطر هي تغير درجة الحرارة وتغير التأثيرات الجوية واتجاه الرياح وقوتها ، وغير ذلك منفردة كانت أو مجتمعة ، فيكفي لإحداثه سبب واحد منها ، ومن النادر سقوطه أياما كثيرة متتابعة بدون انقطاع ، وإنما الغالب نزوله سحا أي وابلا يختلف في المدة والكثيرة أو رشا تختلف قوته وينشأ ذلك الاختلاف من تغاير العروض والفصول والأقطار ، وشكل الأرض وطبيعتها وغير ذلك ، والغالب أن يسبق الرش والوبل في الأزمنة الممطرة أو الهائجة رياح عاصفة أو هبات تختلف شدتها ، ويمتد سير هذا الريح إلى بعد ما ، وتتوزع مياه الأمطار بعد سقوطها إلى ثلاثة أجزاء :
الأول : ما يتصعد في الجو بالتبخير.
والثاني : ما يسيل على سطح الأرض فيكون مدد للسيول والقنوات الجارية والنهيرات والأنهار. والثالث : ما يرشح في باطن الأرض ويشبع في سيره المهابط والمنحنيات حتى يجد محال لا يمكنه النفوذ منها فيقف فتتكون منه المياه التي في باطن الأرض ، والعيون التي تنبع وتخرج على سطحها ، وهناك بلاد أمطارها دورية تبتدئ فيها وتنقطع في أزمنة معلومة ، ويوجد في الأقطار التي بين المدارين كثير من ذلك وعدم تغير تلك الأزمنة فيها تابع للحركة التي تكاد أن لا تتغير أعني حركة البعد والقرب من الشمس ، ثم من البلاد ما يكثر وقوع المطر فيها ، ومنها ما يقل ، ومنها ما يكون فيها نادرا عارضا ، ومنها ما لا يقع فيها أصلا. هذا وقد سقط بعض الأحيان مطر ملون بالحمرة أو بعض أحجار أو غبار ، وكثيرا ما ينتشر من بعض الصحارى جراد كالمطر ويصل أحيانا إلى شواطئ البحر المتوسط ، والغالب أن الجدب والطاعون يصحبان هذه المصيبة المتلفة التي يسميها الناس بمطر الجراد.
(الخامس الثلج):
إذا كانت زرقة السماء مبرقعة بالغمام مدة تسلطن الشتاء ، ولم يقدر الهواء على مسك الأكر المائية التي يتألف منها السحاب ، فإنها تصير سائلة وتسقط.
أما إذا استولى البرد عليها وقهرها فإنها تمسك في الجو وتتكاثف ، فتكون على هيئة ندف مختلفة الحجم سيما إذا كان الجو متحملا لرطوبة كثيرة ، ومضطربا بالرياح.