وفي لبه قد يسبب اندفاعا ثفليا سريعا فتكون نتيجته حينئذ هي التلبين أي الإسهال اللطيف ، وتتضح تلك النتيجة فيمن أعضاؤهم الهضمية ضعيفة رقيقة المزاج.
وقد تشاهد أحيانا فيمن كان في معدتهم وأمعائهم قوة مادية اعتيادية ، ويلزم لهضمهم تلك المستحضرات ، وتكون «الكيلوس» منها أن يكون الجهاز الهضمي قوية ، وقد علمت أن التمر يستعمل غذاء مستقلا لكثير من القبائل لإفريقيا والهند ، وقد يخرج من أوراق النخل إذا كان صغير فريعات صغيرة تؤكل في بعض البلاد ومطبوخة ، وسلطات وجمار النخل لذيذ المأكل ، ويعمل منه خمر لكن إذا قطع من النخلة ماتت ويعمل من التمر أيضا خمر ، ويحضر من التمر عجينة يسمونها عجينة التمر ، وهي مقبولة يصح أن تنفع في الالتهابات الشعبية المصاحبة لتهيج شديد ، وتجهز بأخذ مائتين وخمسين درهما من التمر الخالي من النوى تطبخ في ثمانمائة درهم من الماء ، ثم يذاب في ثمانمائة درهم من السكر يروّق ببياض البيض ، ثم يضاف على ذلك من محلول الصمغ الأبيض ثلاثمائة درهم ، ويداوم على الطبخ مع استدامة العملية كما في عجينة العناب.
(في استعماله عند المتقدمين):
قالوا : إن شرب طبيخه بالحلبة يقطع حمى الورد والحمى البلغمية ، وبالأرز يصلح للمهزولين لكونه يغذي جيدا ويولد دما قويا ، وبالحليب يقوي الباه ولا يتعاطاه من لم يولد في بلاده إلا بقسطاس مستقيم ولا المحرور سيما في زمن الصيف ، وأما الرطب بضم الراء وفتح الطاء فأجوده الأصفر الكثير اللحم الرقيق القشر الصغير النوى الصادق الحلاوة قالوا : إنه حار يذيب البلغم ويقطع البرد ويسمن باللوز مع المداومة ، ولكنه يولد سددا وفضولا غليظة ويضعف الكبد ومزاج المحرورين ، وتصلحه الحوامض والسكنجبين والخيار أو القثاء.
وينبغي لمن ولد في غير بلاده التي ينبت فيها تقليل أكله ما أمكن وكذا ضعيف الدماغ ، وأما البسر أعني إذا كان أقرب إلى الاستواء فإنه ينفع في نفث الدم والبواسير ويصلح اللثة ويقويها ويحبس الإسهال خصوصا بالشراب العطر والخل ، ويضر الصدر والرئة إذا كان هناك التهاب ويولد «كيموسنا» رديا ، ويصلحه أيضا السكنجبين والرمان المز ، ويولد الرياح والقراقر ، ويصلحه ماء العسل ، وذكر بعضهم نفعه في الجذام والحميات ، واستغرب المحققون ذلك.
وأما البلح أي التمر قبل نضجه ولا سيما الأخضر المشرب بالحمرة الصغير النوى القابض لعضل اللسان بحلاوة فيقوي المعدة والكبد ويقطع الإسهال المزمن والقيء الصفراوي