(فأولا) : تشتد قوة الاختراع وتقوى الحافظة.
(وثانيا) : يحصل في الأحشاء وعضلات الأطراف اشتداد عظيم فيضطر الشخص للرياضة ، ويصبر على التعب بدون قلق فينتعش على من يداعبه ويكون هو أكثر الناس لعبا وأجهرهم صوتا وألذهم طربا.
(وثالثا) : طلاقة الوجه وحيوية الأعين ، فإذا استعمل منه مقدار كبير مثل مائة درهم أو مائتين أو أكثر كانت الظاهرات أقوى وأشد ، وتضرب الشاريين كحالة ، الحمى وتسرع جميع وظائف الحياة فتشتد قوى النفس اشتدادا غريبا ، ولا يظهر في هذا الزمن الأول إلا الفرح والسرور والضحك ، فيكون العقل أوسع ، الذهن أحد ، ولكن حالا يتوجه الدم بقوة نحو الرأس فيملأ الأوعية المخية ويمددها ويقف فيها ، فينتج من ذلك احتقان دموي يرم منه ، منسوج المخ فتتكدر أفعال ، بل تنقطع بالكلية فيعرض هذيان ودوار وانزعاج وعدم استمساك في الوقوف وعدم تحرك في المجموع العضلي ، ونعاس وفقد للحس والحركة ، وهذه هي الدرجة الأخيرة لتلك الحالة المرضية المسماة بالسكر غير أن القدر اللازم لإنتاج تلك الظاهرات لا يمكن تحديده الكمية بالضبط ، بل تختلف باختلاف السن والعادة القدرة والتركيب.
فقد تحصل تلك الظاهرات القوية من مقدار يسير منه ولا سيما إذ كان المخ مجلسا لالتهاب مخي جزئي ، أو انصباب دموي في اللب المخي ، أو تيبس موضعي أو نحو ذلك مع أن المدمنين على استعمال مقدار كبير منه يحصل لهم ما عدا هذه الانخرامات المخية ضعف في وظيفة التغذية لتعب سير التأثير العصبي وإفراط تنبيه المخ مدة الاحتقانات الدموية فيصيرون نحفاء مهزولين ، أو كأن في سمنهم انتفاخ عام فيحصل في دمهم وأعضائهم الرديئة التركيب فساد تدريجي ، ويكونون عديمي التلون مهيئين لأمراض كثيرة مثل السكتة والفالج وأمراض القلب والكبد ونحو ذلك.
(في الجزء الفعال الموجود في الأنبذة):
وهو ناتج من التخمر النبيذي ويوجد مكونا بصفات مختلفة في السوائل التي كابدت هذا التخمر ، ويستحضر بتقطير الأنبذة ، ويسمى بالعرقي أو بالكؤول.
(في بيان تأثيره):
الكؤول الخالي من الماء إذا وضع على الجلد أحدث في الأوعية الشعرية تنبها شديدا به