(المقام الرابع في منافعه وفيه مباحث)
(المبحث الأول في منافعه في الصباغات وفيه أمور) :
الأول : اعلم أن الفوة تحتوي على مادة صفراء تذوب في الماء البارد ، وعلى مادة ملونة حمراء تذوب في الجوهر الفعال النبيذ المسمى بالكؤول ، فإذا أريد فصل المادة الملونة من الفوة تذوب الفوه في الكؤول ، ثم ترسب المادة بوضع الماء على المحلول ، وهذه المادة تتبلور بلورات منشورية.
(الثاني) : خباء الفول المسمى بساق الحمام ، ومادته تخدم في الصباغات وصناعة الأطلية والدهان أكثر من الدودة ، ويجهز بأخذ قشور النبات المذكور معالجته بالإيتيركبريتيك وتحضير الإيتيركبريتيك بخلط جزء من الكؤول وجزء من حمض الكبريت ، ويدخل في الآلة المستعدة لتقطيره.
(الثالث) : المادة الملونة في خشب الصندل وكيفية تحضيرها إذا غلى خشب الصندل المسحوق في الكؤول تحصلت المادة الصابغة منه.
(الرابع) : يستخرج من البقم مادة ملونة ، وتلك المادة لا تستخرج إلا بالكؤول ، ويستخرج أيضا من البقم الكنبشي بالكؤول مادة ملونة تشبه لون الدم ، ويحضر أيضا بالكؤول جميع المواد الصابغة الموجودة في جميع النباتات فيكون هو الواسطة الثمينة لذلك.
(المبحث الثاني) :
في منافعه في استخراج الأملاح وفيه أمور :
(الأول) : في كيفية تحضير ملح الكينا ، وذلك أن يؤخذ أربعة أرطال من خشب الكينا ، وأربعة أواق من حمض ملح الطعام ، وثلاثون رطلا من الماء ، ويغلي الجميع مقدار ساعة أو أكثر ، ثم يترك ليبرد ، ثم يرشح ويصب على السائل مقدار وافر من ماء الكأس ، فترسب مادة الكينا ، ثم تغسل بالماء ثم تجفف في تنور ثم تجرش ، وتضع في الكؤول ، وتضع على حرارة لطيفة ليتم التعطين ، وتسخن بلطف ويصفى عنها الكؤول ويوضع غيره ، وتسخن ثانيا وهكذا مرارا ، ثم تجمع أفراد الكؤول ويقطر على حمام مارية إلى أن يبقى الربع ، ثم يصفى ويوضع عليه حمض الكبريتيك فيتملك الملح ، ثم يسخن على النار حتى لا يبقى إلا الربع فيرسب كبريتات الكنين بالبرودة ، ثم يوضع على السائل الماء المحمض