بالكبريت فيرسب منه كبريتات أخر ، ثم يوضع في الماء مع بعض من الفحم ويغلي على النار برها ، ويرشح وهو يغلي فبالبرودة يرسب منه الكنين.
(الثاني) : تقتصر هنا على ذكر جواهر أخر كثيرة تتحصل من نباتات مختلفة بطرق مماثلة للطرق التي ذكرناها في الكينا.
(منها) : الأكوتين : وهو الأصل الفعال الذي في الأكوتين الذي هو حاذق الذئب.
(ومنها) : الهليونين : وهو الأصل الفعال الموجود في الهليون.
(ومنها) : البقسين : وهو الأصل الفعال الموجود في خشب البقس.
(ومنها) : البنين : وهو جوهر يتبلور بلورات حريرية المنظر ، ويستخرج بواسطة تحليل البن في الكؤول قبل تحميضه وهذه كيفية استحضار أغلب الأملاح بالكؤول دوائية كانت أو صناعية داخلة في الصناعات.
(المبحث الثالث في الاستعمال العلاجي للنبيذ وفي رتبتي الأمراض):
قبل أن نتكلم عن الاستعمال العلاجي للنبيذ نذكر لك رتبتي الأمراض لتكون على بصيرة من هذه المنافع ، فقد شوهد أن من الأعضاء ما صار تأثيره من فعل المنبهات ، وقبوله لمقدار من السائلات أقل من تأثيره من ذلك وقبوله له في الحالة الطبيعية ، فلذلك جزمنا بأن هناك تناقضا في الفعل العضوي ، وهذه الحالة تسمى أستينيا بقطع الهمزة أي عدم القوة.
وشوهد أيضا أن هذه الأنسجة زادت فيها قابلية التهيج أو توارد مقدار من السائلات زيادة عما كان في الحالة الطبيعية أو هما معا في زمن واحد ؛ ولذلك جزمنا بأن الفعل العضوي للأنسجة قد يحصل فيه تزايد ، ويسمى ذلك بالتهيج أو استينيا بوصل الهمزة ، أي القوة فهاتان اللفظتان ، أعني أستيتيا بقطع الهمزة واستينيا بوصلها تدلان على أمرين عمومين واضحين ، أسست عليهما ما قسمت الأمراض الباطنية إلى رتبيتن هما غاية الأمراض الباطنية.
فإذا علمت هذا فاعلم أن مداواة أمراض القوة مضادات الالتهاب بعكس أمراض الضعف ، فإن مداواة هذه الرتبة بأدوية مرة مقوية ، وعدد أمراضها قليلة بخلاف أمراض القوة ، فإن عدد أمراضها كثيرة ، ومع قلة عدد أمراض الرتبة الضعفية جعل تعالى لها أدوية مقوية كثيرة مثل الكينا وأنواعها وأملاحها ، والويالريانا وأملاحها ، والخشب المر المسمى بالكاسيا والسيمار وري والانجستور الصادق ، والجنطيانا وأملاحها ، والقنطريون ، والأطريفل المار ، والأراقطيون ، والبازاورد ، أي الشوكة المباركة وشجرة مريم ،