(المبحث الثالث عشر) : في الأوراق وفيه أمور :
(الأول) : في تركيبها ولونها ، والأوراق هي أعضاء غشائية مفرطحة أفقية تتولد على الساق والفروع ، أو أنها تخرج من عقدة الحياة الجذرية مباشرة ، وهي خضراء اللون دائما ولا تخالف بعضها إلا بتنوع في لونها الأخضر تكون فقد خضراء داكنة أو خضراء ناصعة ، وقبل أن يتم نمو الأوراق تكون منحصرة في الأزرار ويكون وضعها فيها بكيفيات مختلفة ، وإنما شوهد أن هذا الوضع يكون واحدا على الدوام في النباتات التي هي من نوع واحد ، وفي بعض الأحيان يكون واحد أيضا في النباتات التي هي من جنس واحد.
(الثاني) : في هيئة الأوراق ، تسمى الأوراق منثنية في الأزرار إذا كانت منثنية على نفسها طبقتين كما في النخيل المعتاد ، وتسمى مروحية إذا كانت منثنية كتثنيات المروحة كما في ورق الدوم ، وفي بعض الأحيان تكون ملتفة على نفسها كشكل حلزون كما في ورق المشمش ، وقد تكون على شكل قرطاس كما في الموز ، وقد تكون صولجانية كما في نباتات السرخس.
(الثالث) : في ذنيب الأوراق وانفراشه ، أغلب الأوراق لا تكون ملتصقة بالساق بدون واسطة فتارة تكون محمولة على ذنيب مستطيل ينشأ من اجتماع جملة ألياف ساقية فمتى انبسطت يتكون منها فرض الورقة ففي الحقيقة متى تفرعت هذه الألياف بطرق مختلفة وتلفّفت ببعضها تتكون عنها شبكة هي عبارة عن هيكل الورقة ويجد في وسط الشبكة منسوج خلوي لونه مائل للخضرة هو المكون للجزء الرخو ، فالاستطالة الموجودة الحاصلة في الجزء السفلي للورقة تسمى بالذنيب وإذا لم يوجد الذنيب المذكور تسمى الورقة عديمة الذنيب ؛ لأنها تكون موضوعة على الساق أو على الفروع بدون واسطة فالورقة مكونة من حينئذ وهما الجزء المنفرش ، وهو المسمى بقرص الورقة والاستطالة الليفية وهي المسماة بالذنيب.
(الرابع) : في وظائف الأوراق ، الأوراق أحد الأعضاء المغذية للنبات ؛ لأنها تشترك في هذه الوظيفة مع الجذور والسوق الحشيشية ، وجميع الأجزاء الخضر ؛ لأنها في الحقيقة تمتص من الجو الأصول المغذية التي توجد فيه فيحصل بواسطتها تأثير عظيم في الأصول المذكورة فتحلل تركيبها وتنوعها بالكلية ، ثم تطرد المواد غير النافعة للتغذية إلى الخارج إما بحركة الزفير ، أو بإفراز المواد السائلة والصلبة.
(الخامس) : في إحساس الأوراق وحركتها الإحساس الذي شوهد في النباتات الفصلية البقولية يظهر في الأوراق في أعلى درجة الوضوح كما في المستحية ؛ لأنه يحصل فيها حال