(المبحث الثاني عشر في عدد أعضاء التذكير):
هي المفهومة من قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [لقمان : الآية ١٠]. قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) [المؤمنون : الآية ١٨]. هذه نعمة أنعم الله بها على عباده ؛ لأن الزرع إذا لم يثبت إلى أن ينبت لم يحصل الزرع ، ولو كانت أعضاء التناسل للنبات قليلة لما حصل تكثير النبات ، ولكن لا يشك أحد في أن الماء في الهواء من جهة فوق ليس طبعا فإن الماء لا يكون بطبعه فوق ولا اختيارا إذ الماء لا اختيار له ، فهو بإرادة الله تعالى فقال : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) [المؤمنون : الآية ١٨]. فظهر أن إنزال الماء نعمة ظاهرة متكررة في كل زمان متكثرة في كل مكان ، فأسنده إلى نفسه صريحا ليتنبه الإنسان لشكر نعمه فيزيده من رحمته ، وقوله تعالى : (فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) [لقمان : الآية ١٠] أي من كل جنس ، وكل جنس تحته زوجان ؛ لأن النبات ؛ إما أن يكون شجرا ، وإما أن يكون غير شجر ، فالذي هو الشجر إما أن يكون ذا أعضاء تذكير كثيرة ، وإما أن تكون أعضاء تذكيره بسيطة ، وذو أعضاء التذكير الكثيرة ينقسم إلى قسمين ، وقوله تعالى : (كَرِيمٍ) [الدّخان : الآية ١٧]. أي ذي كرم ؛ لأنه يأتي كثيرا من غير حساب أو مكرم مثل بغيض للمبعض وفيه مباحث :
(المبحث الأول في عدد أعضاء التذكير):
للأزهار جملة أعضاء تذكير غالبا ، وعددها مختلف جدا ، فإذا كانت الأزهار ليس لها إلا عضو تذكير واحد سميت أحادية عضو التذكير كما في البذربت ، وإذا كان لها عضو تذكير سميت ثنائية أعضاء التذكير كما في الفل والياسمين ، وإذا كان لها ثلاثة أعضاء تذكير سميت ثلاثية أعضاء التذكير كما في الفصيلة السوسنية التي منها السوسن والزعفران ، وهكذا وقد شوهد أن أعضاء التذكير تكون ثلاثية أو أضعافها في النباتات ذات الفلفة الواحدة ، وأما في النباتات ذات الفلقتين فيكون عدد أعضاء التذكير اثنين أو خمسة أو أضعافهما ، وغالبا يكون طول أعضاء التذكير واحدا ، وقد تتخالف طولا وقصرا فيقال إنها متساوية إذا كان طولها واحدا وغير متساوية إذا لم يكن طولها واحدا.
(المبحث الثاني في أعضاء التذكير ذات القوتين):
تسمى أعضاء الذكور بذات القوتين إذا كانت أربعة في زهرة واحدة ، واثنان منها أقصر من اثنين كما في الفصيلة الشفوية مثلا.