قصرية مخصوصة من طين ، أو في شالية من فخار مملوءة بطين أو في قمع من صفيح كذلك ، ولأجل تسهيل الترقيد يفعل أحيانا في قاعدة الفرع الحديث شق أو ربط قوى وذلك لأجل إحداث وقوف العصارات المغذية وتكوين جذور عارضية ، ويستعمل الغرس لتكاثر عدة نباتات وذلك كالقرنفل البستاني والريباس ونحو ذلك.
(الثاني التكاثر بالعقل):
والتكاثر بالعقل يخالف الترقيد في كونه الفرع الحديث يفصل عن الشجرة قبل تثبيته في الأرض ، وهناك أشجار ينجح فيها التكاثر بالعقل بسهولة عظيمة ، فأغلب الأشجار التي خشبها أبيض خفيف تناسب فيها هذه العملية ، فإذا غرس فرع من الصفصاف أو الحور أو الزيزفون أو البيلسان أو نحو ذلك من الأشجار ذات الخشب الخفيف في الأرض يتولد من الجزء المنغرس في الأرض جذور عارضية تنمو بقوة ، والغالب أن يصنع في قاعدة العقل شق أو ربط ، لكي يتحقق نجاحها ، وأحيانا تشق طولا نحو قاعدتها ، وتوضع فيها سفنجة صغيرة منداة بالماء ، وجميع هذه الطرق غايتها تسهيل تكون الجذور العارضية التي تتولد من الجزء الظاهر الخلوي للفروع المذكورة ، وهناك أشجار خشبية تتكاثر بعسر زائد بواسطة العقل ، وذلك كالصنوبر والتنوب وبالبلوط ، وأغلب الأشجار ذات الخشب الكثيف جدا أو الراتينجي.
(الثالث التكاثر بالتطعيم):
التطعيم عملية حاصلها أن يطعم زر أو فرع حديث مرين بأوراق جديد ؛ ولذا لا يمكن فعل التطعيم على الخشب الكاذب ، بل الكاذب ولا على الخشب الصادق ، وفي عملية التطعيم تشاهد المشابهة العظيمة التي يوجد بين الأزرار والبذور خصوصا بالنسبة لنموها ، وفي الحقيقة هذان العضوان معدان ؛ لأن يتولد منهما نباتات جديدة بعضها يعيش على النباتات التي تنمو عليه ، والبعض الآخر يعيش بنفسه بدون أن يحتاج إلى مساعدة من الخارج ، وليتنبه ؛ لأن التطعيم أو التحام الأجزاء ببعضها لا يمكن أن يحصل إلا بين نباتات من نوع واحد ، أو بين أنواع من جنس واحد ، أو بين أجناس من فصيلة واحدة كما قال تعالى : (مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) [الأنعام : الآية ١٤١]. فلا يمكن أن يحصل أصلا بين نباتات تنسب إلى فصائل مختلفة ؛ ولذا يمكن تطعيم الخوخ على اللوز ، والمشمش على البرقوق لكن هذه العملية لا يمكن أن تنجح بين الكستين الهندي واللوز مثلا ، فيلزم حينئذ أن توجد مناسبة ومشابهة بين عصارة النباتين المطعمين ببعضهما لكي يمكن حصول التحام التطعيم وبواسطة العصارة